بعد إنجاب طفلتها الأولى، شعرت بحالة كبيرة من الفراغ والملل، بعدما اختارات الابتعاد عن عملها كمهندسة لفترة ليست بالقليلة، حتى تولي ابنتها الرعاية اللازمة لها، فهاجمها اكتئاب ما بعد الإنجاب، حتى ظهر لها فن الكورشيه في دور المنقذ، الذي استطاعت من خلاله التخلص من أي طاقة سلبية تشعر بها، ومن بعد ذلك نجحت في تحويله إلى مشروع صغير تمارسه إلى جانب عملها الأساسي كمهندسة.
المهندسة أبرار عطا يوسف، فنانة الكورشيه الصعيدية، ابنة محافظة أسيوط، وخريجة كلية الهندسة قسم الهندسة المعمارية بجامعة أسيوط، نجحت في الجمع بين مهنة الهندسة بتعقيداتها وحساباتها الدقيقة، وفن الكورشيه به وإنتاجاته المختلفة.
حب الكورشيه بدأ منذ الطفولة
المهندسة المعمارية، أحبت الكورشيه منذ أن كانت طفلة، بعدما كانت تشاهد والدتها تمارسه كهواية، وسريعا لاحظت الأم اهتمام ابنتها بهذا الأمر، فأسرعت في تعليمها مهارات هذا الفن والقدرة على استخدامه، ولم تكتفِ بذلك بل حرصت أيضا على أن توفر لابنتها أكثر من ورشة تدريبية، جعلت الابنة في النهاية تتقن هذا الفن بشكل كبير، وفق ما ترويه «أبرار»، في حديثها مع «».
وتقول ابنة محافظة أسيوط: «أنا كمان كنت بتعامل مع الكورشيه كهواية بحبها وبس مش كمجال شغل، عشان كدا بعدت عنه تماما في الثانوية العامة والجامعة، وقدرت أنجح بتفوق سواء في الثانوية أو الجامعة، أنا كنت الخامسة على دفعتي».
«أبرار» عملت بعد تخرجها مباشرة
وبالفعل انطلقت «أبرار»، في حياتها العملية، ونجحت سريعا في أن تجد عملا يتوافق مع مجال دراستها بعد تخرجها في كلية الهندسة عام 2017، وفي نفس الوقت كانت قد بدأت في بناء حياة أسرية مستقرة بعد زواجها وإنجابها طفلتها الأولى، حتى هاجمها اكتئاب ما بعد الإنجاب.
وتضيف المهندسة الصعيدية: «بعد الإنجاب كان عندي وقت فراغ كبير، بحكم إني بعدت عن شغلي كمهندسة لفترة، عشان أراعي بنتي بالشكل الكافي، بس في نفس الوقت كان إحساس الملل لا يحتمل، لحد ما لقيت في الكورشيه الحل الأمثل للقضاء على الملل ده».
لجأت المهندسة إلى الكورشيه بسبب اكتئاب ما بعد الإنجاب
بدأت المهندسة من جديد تستعيد قدراتها بهذا الفن، وتتذكر موهبتها به شيئا فشيئا، وتصمم بيديها الكثير من منتجات هذا الفن، التي لقيت إعجابا شديدا بين جميع أصدقائها وأقاربها، حاكية: «عجبهم شغلي بالكورشيه لدرجة أنهم شجعوني أفتتح مشروع صغير لبيع شغلي على الإنترنت، وقالولي حرام تضيعي موهبتك دي في الأرض».
استجابت المهندسة لنصيحة أصدقائها بالفعل، ونفذت مشروعها الصغير أون لاين، وخلال أسابيع قليلة حققت شهرة كبيرة على مستوى محافظة أسيوط بأكملها، كما أن منتجاتها تصل حاليا إلى غالبية محافظات الجمهورية.
تجمع بين الهندسة والكورشيه وتحضر للماجستير
وتجمع ابنة محافظة أسيوط، منذ حوالي العام، بين الكثير من الأدوار، بداية من كونها أما وزوجة، بالإضافة إلى عملها الرئيسي كمهندسة، إلى جانب عملها كفنانة كورشيه، ونهاية بتحضيرها للماجستير، ورغم كل الضغوط التي تعاني منها بسبب الجمع بين كل هذا في وقت واحد، إلا أنها مستمتعة للغاية، ولا ترغب في التخلي عن إحداها مقابل التركيز في الآخر، مصرحة في نهاية حديثها مع «»: «حابة جدا اللي بعمله ومستمتعة بيه ومبسوطة، ومعنديش استعداد أتخلى لا عن الهندسة ولا عن الكورشيه، عشان كدا مكملة في طريقي رغم كل الضغوط، لأن الكورشيه أصلا هو اللي بلجأ له دايما عشان يخلصني من كل ضغوط الحياة».