«الوثب العالى» لعبة يمارسها بدو جنوب محافظة البحر الأحمر منذ القدم، ورثوها عن أجدادهم منذ مئات السنين، ويطلقون عليها «التبوكت»، وذلك قبل ظهورها لأول مرة فى دورة الألعاب الأولمبية 1896، فكان يمارسها أبناء البادية على سبيل اللعب فى منطقة جبل علبة بوادى عيديب فى قلب الصحراء بجنوب محافظة البحر الأحمر.
يحكى محمد عثمان، أحد سكان جنوب البحر الأحمر، أن لعبة «التبوكت» يمارسها الشباب من سكان قبائل البحر الأحمر على سبيل التحدى، بالقفز لأعلى فوق خشبة موضوعة على عمَودين من الخشب، ويحاول كل شاب إثبات قدرته على القفز أكثر من الآخر، حيث تعتمد على الرشاقة والقوة فى نفس الوقت.
يقول بشار أبوطالب، نقيبب المرشدين السياحيين فى البحر الأحمر، إن أهالى قبائل البحر الأحمر من سكان الصحارى يعتمدون على الطبيعة فى مختلف أنشطتهم اليومية، يشربون من الآبار، ويعملون فى رعى الأغنام والإبل، ويمارسون أيضاً الرياضة، ويمتاز الشباب بالقوة نظراً لقسوة المعيشة فى الجنوب داخل الصحارى، كما يمتازون بالرشاقة لاعتمادهم على الطبيعة فى المأكل والمشرب، ونظام النوم الصحى عقب غروب الشمس والاستيقاظ مع ضوء النهار عقب الفجر مباشرة، حيث لا توجد كهرباء، والنجوم هى بوصلتهم فى التنقل داخل الصحارى وبين الوديان.
ويؤكد «أبوطالب» فى حديثه لـ«» أن الشباب فى قبائل الجنوب دائماً يحافظون على العادات والتقاليد وتراث الأجداد، خاصة قبائل العبابدة والبشارية بجنوب البحر الأحمر، بما فى ذلك الأنشطة الترفيهية والألعاب ومنها «التبوكت».