من العمل بالأجرة منذ نعومة أظافره في مصانع الطوب الأبيض بالمنيا إلى منافس دولي في إحدى المسابقات بالولايات المتحدة الأمريكية، رحلة كفاح طويلة قضاها أبوخضير الشيمي، الشاب العشريني، جمع خلالها بين العمل والدراسة وتنقل من مهنة لأخرى، وما زال الطموح والسعي للنجاح حليفه.
رحلة كفاح «أبو خضير»
ويروي أبوخضير الشيمي، 23 عامًا، ابن محافظة المنيا، أنّ رحلة كفاحه بدأت من الصف السادس الابتدائي، حيث كان عاملًا بالأجرة في مصنع للطوب الأبيض في المنيا، لينتقل بعد ذلك للعمل في إحدى محطات البنزين حين وصل إلى مرحلة الإعدادية «اشتغلت حاجات كتيرة في محلات وكافيهات في شرم الشيخ، كنت بطلع من المدرسة أروح شغلي وبعدين أرجع أذاكر وأنام».
«ما أدراك العمل بمحاجر الطوب وآلامها» إذ يقول «أبو خضير» إنّه كان يتحصل على حوالي 25 جنيهًا في اليوم، ولم تُثنيه مشقة المهنة عن تركها أو التقاعس في الدراسة، بل كانت والدته وأخوته أكبر الداعمين له «والدتي كانت فرحانة بيا أوي باللي بوصله، وكانت فرحتها دافع ليها إني أكمل في مشواري».
وظل «الشيمي» عاملًا بمصنع الطوب الأبيض، حتى المرحلة الثانوية والتي اجتازها بمجموع 97%، ليلتحق بعد ذلك بكلية التجارة للدراسة باللغة الإنجليزية وتخرّج فيها بتقدير عام امتياز مع مرتبة الشرف حاصلًا على المركز الثاني على دفعته، بحسب «أبوخضير».
وخلال مرحلة دراسته بالكلية، حصل صاحب الـ23 عامًا على العديد من الدورات التدريبية أهمها البنك المركزي ووزارة الاستثمار، كما حصل على شهادة في Accounting fundamentals من معهد cfi، فضلًا عن مشاركته في مؤتمر التكنولوجيا وريادة الأعمال تحت تنظيم الاتحاد ي للقيادات الشبابية، والمشاركة أيضًا في سيمنار نظمه معهد المحاسبين الإداريين عن الـBig data.
وبخلاف الدورات التدريبية، كان «أبوخضير» حاضرًا في ورشة عمل عن الاستعداد ومتطلبات سوق العمل والتي نظمتها جامعة عين شمس، وأيضًا في مؤتمر رواد للتخطيط الوظيفي الذي نظمته وزارة الشباب والرياضة: «كنت عضو في سفراء شباب مصر، وفي الاتحاد ي للقيادات الشبابيةومنظمه متطوعي الأمم المتحدة».
منحة دولية للطلبة المتفوقين لـ«أبو خضير»
وكانت آخر مشاركته هي مسابقة دولية نظمها معهد المحاسبين الإداريين بالولايات المتحده الأمريكية IMA، ليصبح ابن محافظة المنيا منافسًا دوليًا مُمثلًا عن جامعة بني سويف، إذ كانت هذه الدورة «أونلاين» حصل خلالها على مركز متقدم جرى تكريمه من قِبل المعهد، بحسب «الشيمي».
ويخطط «الشيمي» الذي يقضي فترة جيشه حاليًا، أن يستكمل دراسة الماجستير والدكتوراه بعد أن يُنهي مدة خدمته في شهر يونيو المقبل: «أنا عندي حلم من زمان ونفسي أحققه إني أكون أصغر واحد يمسك وزارة المالية في سن صغير».