| «أبو البنات» ترك النجارة بعد أن أقعده المرض: نفسي في كشك وعلاج

منزل بسيط يأوي أسرة سعيدة، قدرها من الرزق ليس واسعًا، ولكنه يكفيها لسد احتياجاتها الأساسية، رب الأسرة يعمل في حرفة النجارة، يصرف على المنزل، لديه من البنات 4 وولد وحيد، رغم تقدمه في السن، ظل يعمل لكي يكفي مطالبهم، فنجح في زواج 3 فتيات وتعليم الأخرى، حتى زاره المرض، ذلك الضيف الثقيل الذي عادة ما يحل على من في مثل عمره، فتبدل حال أسرته رأسًا على عقب.

5 سنوات عاشتها أسرة مصطفى سيد إمام، صاحب الـ65 عاما، في ضيق رزق وشقاء، بعد أن استمر الأب في العمل نجارًا حتى سن 60 سنة، ومن بعدها أصبح جليس الفراش، عقب إصابته بنزيف في القولون واستئصال 15 سم من الأمعاء، ما جعل قدرته على الحركة والمجهود الكبير ضعيفة للغاية.

«أبو البنات» هده المرض: نفسي في كشك وعلاج

ولأن «دوام الحال من المحال»، تبدل وضع الأسرة الهادئة، واضطرت الزوجة أن تنزل إلى سوق العمل، تجلب رزقا على قدر مجهودها لتعويض تقاعد الأب بسبب المرض على حد قوله لـ«»: «كانت هتعمل إيه يعني مفيش معاش ولا تأمينات وعلينا مديونية نور ومياه وغاز، كان لازم تشتغل».

منذ صغره عمل عم «مصطفى» صنايعي نجار، ولكن سن الـ60 كان وقت تقاعده مرغمًا بعد المرض: «بقالي 5 سنين مش شغال والحال متدهور، عندي بنتين اتجوزوا وبنت مطلقة وعايشة معايا وواحدة لسه بتدرس في جامعة، وابني صغير وشغال على توك توك بيجب له مصاريفه بالعافية».

يأمل الرجل الستنيني أن يجد من يحنو عليه في هذا العمر ويوفر له الراحة ومصدر الرزق الذي يستطيع أن يعيش من خلاله دون تعب وعلاج مجاني له: «أنا كل اللي بتحصل عليه 400 جنيه معاش، طب دول يعملوا إيه؟، نفسي حد يوفر لي كشك أعيش منه أنا وعيالي، ويبقى علاجي على نفقة الدولة، لأن أنا عمري 65 سنة عيشتهم شقيان في الشغل، واللي في سني المفروض يرتاح».