| «أبو الحديد» من معلم بالأزهر إلى الوقوف على عربية كشري: معاشي مش مكفي

لم يمنعه مرضه من العمل بعد أن خرج على المعاش، متحصلا على راتب ضئيل حيث كان يعمل معلم أول في الأزهر الشريف؛ لكن كرامته أبت أن يمد يده للغير كي يعلم أبناءه الثلاثة، فقرر الوقوف على عربة كشري بقدمين متعبين في أحد شوارع القاهرة، لتكتمل معاناة «أبو الحديد»، 63 عامًا، بعد رفض طلبه بزيادة المعاش لتتحول حياته من رغد وهناء إلى حزن وشقاء.

المعاش لا يكفي احتياجات أسرته

في عام 2019 أتم «أبو الحديد» الـ60 عامًا، وخرج على المعاش، وكانت ظنونه أن انفراجة الراحة آتية بعد سنين عمل؛ لكن أتت الرياح بما لا يشتهي «أبو الحديد» ففوجئ أن ما سيتقاضاه مقابل سنوات عمره 1850 جنيها، وذلك بعد الزيادة، مما لا يكفي احتياجات أسرته: « فكرت هعيش إزاي بمعاش مكملش حتى 2000 جنيه، أنا عندي بنت في كلية آداب وولد في كلية تجارة وولد دبلوم سياحة وفنادق، البنت محتاجة تتجهز والأولاد محتاجين مصاريف عشان الجواز».

«أبو الحديد» من الأزهر الشريف لبيع الكشري

حاول «أبو الحديد» الذي يعيش في منطقة إمبابة في الجيزة، التكيف مع الحياة، بالخروج للعمل على عربة لبيع الكشري في شارع كوم الشيخ سلامة بمنطقة الموسكي بمحافظة القاهرة: «بعد ما قضيت عمري في التعليم خرجت أدور على شغل لحد لما لقيت واحد عنده عربية كشري اشتغلت عليها مع شاب صغير وبنشتري البضاعة بالطلب وفي مكان مخصص للطبخ وبعدين بننقل الأكل على عربية، لو المعاش مكفي مكنتش خرجت وبهدلت نفسي في الشغل وأنا تعبان كان زماني قاعد في البيت مرتاح بس الظروف لما تحكم على الواحد».

استمرار «أبو الحديد» في العمل رغم مرضه الشديد

عامان من العمل على عربية كشري ولم تحنُ عليه الحياة، رغم مرضه الشديد حيث أصيب «أبو الحديد» بجلطة أثرت على الذاكرة وعلى ذراعه الأيمن، بخلاف معاناته من الغضروف في الفقرة الرابعة والخامسة: «مش بفتكر كل حاجة والغضروف مأثر على رجليا بمشي بالعافية، عشان أروح الشغل وأعرف أصرف على عيالي وعلى قد ما بقدر بخليهم مش محتاجين حاجة».

خيبة أمل يتعرض لها «أبو الحديد»

أصيب «أبو الحديد» بخيبة أمل بعد رفض طلبه بزيادة المعاش، بحجة أن إصابته بالجلطة كانت بعد بلوغه سن الـ60 عاماً وليس العكس: «الظروف بقت صعبة أوي قدمت طلب الزيادة ودخلت كومسيون طبي وشافوا الإشاعات قالولي لا تستحق لو كانت الجلطة جاتلك قبل ما تطلع معاش كنا هنزودك».

أمنية أبو الحديد

يتمنى «أبو الحديد» أن تمد الهيئة العامة للمعاشات والتأمينات الاجتماعية يدها لمعاونته على ظروف الحياة، وحتى يستطيع البقاء بالمنزل والراحة حتى يأخذ العلاج مفعوله ويُشفى.