| «أبيض وشعره كيرلي».. حقيقة الصورة المنتشرة لابن طبيب فلسطيني فقد 5 من أفراد عائلته

بقلب محطم وعيون مليئة بالحزن، تلقى طبيب فلسطيني خبر استشهاد ابنه الطفل صاحب الـ 7 سنوات، إذ تفاجأ به جثة هامدة ضمن 4 أفراد من عائلته، نتيجة تعرض  منزله للقصف خلال غارات الاحتلال الإسرائيلي على مستشفى المعمداني بقطاع غزة، ليحتسبه عند الله شيهدا مرددا: «لنا الله رحمك الله يا يوسف».

الطبيب الفلسطيني: سمعت صوت صراخ قلبي مات

كان طبيب الأشعة الفلسطيني يؤدي عمله داخل مستشفى ناصر بمدينة خان يونس، الواقعة في الجزء الجنوبي من قطاع غزة، وخلال استقباله الحالات في الظهيرة، سمع عن القصف، وعندها أحس بأن هناك أمر ما أصاب أسرته، فلم يتمالك نفسه وخارت قواه.. بحسب حديث الطبيب محمد حميد أبو موسى، لـ«»: «سمعت عن القصف قلبي وجعني، لأن ممكن يضربوا أي بيت فقلقت وصرت اسأل القصف فين؟، اتصلت بزوجتي سألتها وين القصف يا بابا، لما الخط بدأ يرن ارتحت شوية، وبعدين سمعت صوت صراخ قلبي مات».

استشهاد الطفل يوسف موسى عقب الحضن العائلي

تذكر الطبيب الحضن العائلي الأخير الذي ضم خلاله فلذة كبده، وأخذ يردد في أسى «مات يوسف»، وروى أن زوجته أخبرته باستشهاد ابنه يوسف، لم يعرف اين يذهب، توجه إلى منزله مسرعا باكيا: «يوسف كان أكتر واحد بيحزن لما بطلع من البيت، أكتر شيء قاسي عليه كنت لما أبات في المستشفى، وكان لما يعرف إني مداوم يفضل يسألني هتروح إمتى بابا، قبل ما يموت طلب نعمل حضن عائلي كان حنون بيحب نحس أننا جمبه، رحمة الله راح غدر الاحتلال حسبنا الله ونعم الوكيل».

ضحية الغدر الإسرائيلي

أسرع الأب بابنه إلى الطوارئ، وسمع صوت ابنته جوري: «بدي يوسف يوسف مات»، ليجري على الصوت ويلاقي جميع أبنائه على سرير الاستقبال، وعرف يوسف من ملابسه الملطخة بالدماء: «أولادي كلهم اتصابوا جوري وحميد ويوسف استشهد، سألت حد من اللي كانوا مع الإسعاف والسيارات اللي جابت الإصابات، فين يوسف بص لي ولف وجهه، ساعتها قلبي وقع، وارتبكت وصرت مش عارف اعمل شيء، جريت من مكان لمكان لقيته مات، كان بيجي يحضني ويبوسني وينادي اخواته ومامته عشان نعمل حضن عائلي دايمًا»، وأضاف أن يوسف يحمل الجنسية المصرية، إذ أن زوجته مصرية من الأم، ووالدة زوجته في مصر حاليًا تلقت الخبر كالصاعقة.

استشهاد 5 من أفراد عائلته

«عرفت أنه يوسف من الملابس، واحد من الواقفين قال اخذوه على الثلاجة، تماسكت على قد ما وأقدر»، تعرف عليه وطلبت والدته أن تراه قبل الدفن، ليروا نصف وجهة، وكانت هذه واحدة من أصعب واقسى اللحظات : «أصعب لحظات حياتي لما مسكته وهي بتشوفه، وباسته على جبينه البوسة الأخيرة وودعته، وبعدها عرفنا أنه ولاد عمه ومرات أخويا توفوا، لأن القصف كان على بيتي وبيت اخويا، فقد زوجته وابنه الكبير والصغير وابن عمتي، وبنته وابنه الأوسطين جاتهم شظايا وكسور».

هدم منزل الطبيب الفلسطيني

ذهب الطبيب، بملابس عمله ليودع طفله الصغير، وأفراد عائلته، ليعرف بعدها أنه تم قصف أدوار من منزله، وتحطمت بعض أجزائه: «الطابق التالت والرابع هم اللي انضربوا، وبيتي اتهشمت أجزائه، ودلوقتي بنتي وبنت اخويا وابنه في المستشفى ومراتي، وكل شوية بطلع من الدوام اطمن عليهم الله يصبرنا».