ظروف سيئة تعيشها إحدى الأسر بمحافظة الشرقية نتيجة لتعب اثنين من أبنائها بأمراض عقلية وعصبية دون أن تتمكن من علاجهما، ما جعل الأب الأربعيني يستغيث لمن يمد له يد العون وينقذ ابنيه من مرضهما، بعدما اضطرت الأسرة إلى بيع معظم ممتلكاتها والسفر للعيش في حلوان حيث القاهرة والقرب من المستشفيات والأطباء.
بداية ظهور الأعراض على الطفلين
«أنا مش عايز غنى ولا فلوس، كل اللي عايزه عيالي يتعالجوا».. هكذا بدأ الأب الأربعيني صبري عبد العاطي، ابن محافظة الشرقية، حديثه لـ«»، موضحًا أنه لديه 4 أبناء، هم «محمد» 19 سنة، و«دنيا» 16 سنة، و«فاطمة» 13 سنة، و«كريم» 10 سنين، لافتًا إلى أنه على الرغم من أن أبنائه وُلدوا معافين تمامًا إلا أن «محمد» و«فاطمة» بمجرد وصول كل منهما إلى العام الـ12 من عمرهما بدأت تظهر عليهما أعراض مرض وضعف عام في الجسم، تمثلت في قلة الحركة وعدم القدرة على الحديث أو التنفس بشكل طبيعي.
مع ظهور هذه الأعراض على الطفلين راح الأب مغلوبًا على أمره مكويًا بنار الحزن والقلق يترك عمله كأرزقي باليومية ويتفرغ للتنقل بهما على الأطباء والمستشفيات محاولًا معرفة سبب تلك الأعراض، إلا أنه سمع تشخيصات مختلفة لم تتفق في نهايتها سوى على عدم الجدوى أو إحداث أي تحسن في حال الطفلين: «بدأت الأعراض تزيد عندهم وكل ما يمسكوا حاجة تقع من إيديهم، ولو حد منهم مال على جنب ولا وقع ميقدرش يسند نفسه»، قالها الأب بنبرة دامعة وقلب يتلوى.
ترك المنزل والسفر للعيش في القاهرة
مع الوقت فقد الطفلان قدرتهما على الحركة، ما جعل الأب يحتاج إلى استئجار سيارة تقلهما من الشرقية للقاهرة من يوم لآخر لزيارة طبيب مختلف متكبدًا أموالا طائلة، ما جعله يقرر على مضض ترك منزله والذهاب للعيش في شقة متواضعة بحي حلوان محافظة القاهرة، حيث الأطباء والمستشفيات، على أمل أن يجد هناك من يقدم تشخيصًا حاسمًا يؤتي تحسُنًا في حالة طفليه، إلا أنه مع الوقت وفي ظل عدم قدرته على ترك الطفلين والبحث عن رزقه، راح يفقد كل ما معه من أموال واضطر إلى بيع بعض أثاث منزله، بل وراح يسقط في دوامة مُظلمة من الديون والقروض.
«الأب»: راضي باللي ربنا يجيبه وهفضل مع عيالي لحد آخر نفس
«حالتهم بتسوء كل يوم عن التاني وأنا مبقاش معايا أروح لدكاترة تاني ولا أكشف عليهم»، قالها الأب بصوت مبحوح غلبه البكاء، ثم راح يضيف وكأنه انتبه فجأة لمشكلة أكبر تؤرقه في نومه قبل استيقاظه: «اللي كاسر نفسي بنتي الغلبانة دي اللي لسة طالعة للدنيا.. هتعمل أيه بكره وبعده من غيري»، وأنه على الرغم من كل شيء هو راضٍ بقضاء الله وقدره، ويتمنى فقط لو يُرسل له الله فرجه ويجد من يتبنى علاج ابنيه وينقذهما من مخالب أمراض تفتك بصحتهما.