الساعة العاشرة صباحًا.. صراخ ينبعث من الشرفة، يهرول إليه فصغيره يناديه، ألم شديد انتاب الطفل «ياسين»، ليستيقظ من نومه باكيا ومرددًا «دماغي يا بابا»، لم يتحمل ذو العاشرة من عمره، العذاب الذي ألم به إذ شعر وكأن رأسه ستنفجر، ليسرع به خاله نحو المستشفى دون أن يعلم أحدًا أن الصغير سيفارق الحياة.
يروي الأب «علي ربيع» من سكان منطقة بولاق الدكرور بمحافظة الجيزة، أنه يوم السبت الماضي نحو العاشرة صباحًا، استقيظ طفله متعبًا وكان يشعر بصداع وألم شديد، ليجري به خاله لأقرب مستشفى لهم، قائلا: «طلبوا مننا أشعة وتحاليل، وابني كان خلاص بيقطع النفس، واستنينا شوية لقيناهم بيقولوا مفيش أكسجين، ولازم تروحوا مستشفى تاني، ولما وصلت المستشفى قالوا لنا اطلعوا بيه على مستتشفى بالشيخ زايد».
الأب المكلوم: ابني أصيب بنزيف في المخ ولم يهتم به أحد
بمزيج من القلق والتوتر، سارع الأب بنقل طفله مع شقيق زوجته ولكنه لاحظ أن نفس «ياسين» كان متقطع وعلى وشك فقدان الوعي: «وصلنا للمستشفى، وكان في ضحايا حادث في الطوارئ في الوقت ده، ومحدش ساعد ابني ومكنش في دكاترة يهتموا بيه، حطوا ابني على جهاز تنفس صناعي يدوي بالتبادل مع 3 مرضى كانوا موجودين معاه»، بحسب حديث الأب لـ«».
ظل الطفل نحو 10 ساعات على تلك الحال دون أن يعتني به أحد، وحينما ثار الأب، أخبره الأطباء بأن علاج ابنه ليس هنا ويجب نقله إلى مستشفى آخر به متخصصين مخ وأعصاب: «محدش فهمنا حاجة والدكتور قالي حالة ابنك منتهية ولازم تنقله مستشفى تانية بعد 10 ساعات من الانتظار قلت لهم عايزين عربية إسعاف، قالوا لنا هاتوها أنتم واضطرينا نستناها ساعتين ونص، ونقلناه مسستشفى تاني».
الأب: ابني مات بسبب الإهمال
حين وصل الطفل إلى المستشفى نحو الواحدة بعد منتصف الليل، أخبره الأطباء أنه مصاب بنزيف في المخ وحالته ميئوس منها، فطلب الأب نقله إلى الرعاية المركزة وظل بها حتى وفاته بعد 4 أيام: «ابني مات نتيجة الإهمال، وأنا مش عارف أخد حقه ومعايا الورق الطبي اللي يثبت حالته ومحدش ساعدني».