وحمة دموية تسيطر على مساحة كبيرة من وجه «أحمد»، 19 سنة، لازمته طوال حياته، مُسببة له آلامًا نفسية كثيرة، وسط أقرانه فضلا عن الآلام الجسدية؛ إذ نتج عنها تورم شديد في الشفاه، مع مرور السنوات، لتحاول أسرته مساعدته بإمكانياتها البسيطة، لتنتقل به بين الأطباء والمستشفيات العام محاولة علاجه، ولكن دون جدوى تذكر.
«أحمد» يعاني من التنمر بسبب الوحمة
يحكي عادل محمد، 50 سنة، عامل، من أبناء مركز أبو حمص في دمنهور محافظة البحيرة، في حديثه لـ«»، أن ابنه «أحمد» وُلد بهذه الوحمة وأن الأسرة ارتضت بقضاء الله، إلا أن نجلهم لم يسلم من الآلام النفسية التي هاجمت قلبه مع كبر سنه، كلما واجه نظرات التنمر أو الاستعطاف ممن حوله، لذا يحاول ذويه بكل جهدهم التنقل بين الأطباء بحثًا عن علاج له.
الوحمة تسبب تورم حاد بالشفاه يحتاج عمليات جراحية
بعد رحلة بحث طويلة عن المرض وعلاجه، تلقت أسرة «أحمد» ردا من إحدى مستشفيات القاهرة بأن نجلهم يعاني من وحمة دموية، والتي تحتاج لجلسات دورية بالليزر كل شهرين، للتخلص من الاحمرار، وهو ما حرصت أسرته على إخضاعه لها: «خدنا 3 جلسات ووقتها كان أواخر شهر 6/2016 فقالوا لنا دي نهاية السنة المالية وطلبوا مننا نعمل ورق من أول وجديد»، وبالرغم من تجهيزهم للأوراق المطلوبة لم يتمكنوا من الحصول على جلسات أخرى، لأسباب تتعلق بالروتين والأوراق.
وخلال هذه الفترة، في بداية عام 2017، تفاقمت معاناة الابن، إذ أصيب بتورم شديد في الشفاه، سببت له آلامًا بالغة، لتدمي حالته قلب أسرته كلما نظرت إليه، ولذا انتقلوا به إلى مستشفى آخر ليخبرهم الأطباء بضرورة إجراء عملية جراحية، محذَّرين من إمكانية حدوث أية مضاعفات بسبب كثرة تزاحم الشرايين الحساسة في مكان التدخل الجراحي: «بعد العملية لقيتهم بيقولوا ليا هو مش هيقدر يتخلص منها من عملية واحدة هيحتاج أكتر من عملية تاني علشان الشفة ترجع للحجم الطبيعي»، وهو ما أصاب الأسرة بخيبة أمل من كثرة ترددها على المستشفيات والأطباء مُنفقة ما في وسعها، حتى عجزت تمامًا الحل.
«الأب»: نفسي أشوف ابني زي زمايله
فترة طويلة توقفت فيها الأسرة عن البحث لعلاج ابنها في المستشفيات بسبب عجزها عن تحمل التكاليف، إلا أن حالة «أحمد» أرغمتهم على معاودة المحاولة في شهر أغسطس الماضي، لنتقل به إلى أحد الأطباء في محافظة الإسكندرية، الذي طلب منهم إجراء أشعة عجزوا بالطبع عن تحمل ثمنها: «الدكتور ساعدنا أننا نحجز الاشاعات دي في مسشفى عام وأدينا لسة مستنين ميعادنا»، بحسب الأب.
أبدى الأب الخمسيني فقدانه الأمل في إمكانية تحقيق تلك المحاولات لغرضها، متمنيا التوصل لطبيب خاص يُجري العملية لابنه على نفقته الشخصية: «نفسي أشوف ابني زي زمايله».