في غرفة صغيرة بأحد أسطح منازل شارع الثانوية بالمنصورة، تعيش «سماح» مع ثلاث أبناء أحدهم مصاب بضمور في المخ منذ 18 عامًا، بعد أن طردهم الأب من المنزل؛ لعدم قدرته على تحمل مصاريف علاج ابنه.
تحكي سماح محمد أيوب، 49 عامًا من محافظة الدقهلية، أنها اكتشفت إصابة ابنها بضمور في المخ منذ ولادته، ومن هنا بدأت المعاناة ورحلة العلاج بين زيارات المستشفيات والعديد من الأطباء حتى وصل ابنها الأكبر «أحمد» إلى 18 عامًا، دون جدوى.
معاناة سماح.. زوجها طردها بسب مرض ابنهما
تجد الأم معاناة شديدة في الاعتناء بابنها ورعايته، بخلاف مصاريف العلاج التي تعجز عن توفيرها: «زوجى طردني أنا وابني في شهر رمضان وبقيت مليش مأوى، دورت على غرفة في السطوح بشارع الثانوية بالمنصورة، إيجارها 600 جنيه شهريًا، ومش قادرة على مصاريف علاج ابني».
الأم مصابة تعاني من مرض الروماتويد
ما زاد الطين بلة، هو إصابة الأم بمرض الروماتويد، الذي يحتاج إلى علاج مدى الحياة بحسب قولها لوصولها إلى مرحلة متأخرة: «كل ده غير ولادي التانيين اللي في مراحل تعليمية مختلفة ومحتاجين مصاريف الصغير في المرحلة الابتدائية والأكبر في الثانوية».
معاناة «سماح» مع ابنها تتمثل في رعايته فهو لا يستطيع الذهاب إلى الحمام بمفرده: «مايعرفش ياكل ولا يشرب من غيري، خايفة أموت وابنى محدش يساعده لأن محدش يقدر يتعامل معاه ويستحمل خدمته غيري»، مشيرة إلى أنها بالكاد تنفق على أبنائها الثلاثة من مساعدة الجيران وأهل الخير بالمنطقة والعمل في أحد المنازل المجاورة.
قصة طرد زوجها لها
تحكي «سماح» قصة طرد زوجها لها: «من 5 شهور طردني وقالي أنا مش قادر على مصاريف العلاج، ورفض يطلقني علشان مخدش معاش ولما طلبت مساعدة من جمعية خيرية رفضوا لأن في السجلات الرسمية متزوجة»، مناشدة محافظ الدقهلية ووزارة التضامن الاجتماعي متمثلة في مديرية التضامن بالدقهلية لمساعدتها وإعانتها على تربية وخدمه أبنائها: «مش قادرة أتحمل تكاليف محامى عشان أرفع قضيه خلع وزوجى مش عايز يطلقني، ومش عارفة أخد معاش».