| أحاديث نبوية توضح حكم استخدام السبحة أثناء الذكر

السبحة هي الخرزات التي يعد بها الإنسان تسبيحه وذِكرَه، وعادة ما يتساءل البعض عن حكم الدين في استخدامها بدلا من الأصابع، وهذا ما سبق وأن ردت عليه دار الإفتاء المصرية عبر موقعها الإلكتروني.

وأوضحت دار الإفتاء المصرية، أن الذكر بالسبحة وغيرها مما يضبط به العد أمر مشروع أقره النبي صلى الله عليه وآله وسلم وجرى عليه عمل السلف الصالح من غير نكي، فعن صفية بنت حيي رضي الله عنها قالت: دخل علي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم وبين يديَّ أَربعةُ آلَاف نَوَاة أُسبِّحُ بِهَا، فَقلتُ: لَقد سبحتُ بِهَذِهِ، فَقَالَ: «ألا أُعَلِّمكِ بأَكثَرَ مِمَّا سَبَّحتِ بِهِ» فَقُلتُ: بَلَى عَلِّمنِي، فَقَالَ: «قُولِي: سُبحَانَ اللهِ عَدَدَ خَلْقِهِ».

حكم استخدام السبحة في الذكر 

وعن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه، أنه دخل مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم عَلَى امرَأَة وَبين يَدَيهَا نَوًى أَوْ حَصًى تسبّح بِهِ فقَالَ: «أُخْبِرُكِ بِمَا هُوَ أَيسَرُ عَلَيْكِ مِنْ هَذَا أَوْ أَفضَل؟ قولي: سبحَان الله عَدَدَ مَا خَلَقَ فِي السَّمَاءِ، وَسُبْحَانَ اللهِ عَدَدَ مَا خَلَقَ فِي الأَرْضِ، وَسُبحَانَ اللهِ عَدَدَ مَا بَيْنَ ذَلِكَ، وَسُبْحَانَ اللهِ عَدَدَ مَا هُوَ خَالِقٌ، وَاللهُ أَكْبَرُ مِثلَ ذَلِكَ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ مِثْلَ ذَلِكَ، وَلَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ مِثلُ ذَلِكَ، وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللهِ مِثْلَ ذَلِكَ».

وعَنْ أَبِى نَضْرَةَ الغفاري رضي الله عنه قال: حدثنِي شَيْخٌ مِنْ طفاوَةَ قَالَ: تثوّيت أَبَا هُرَيْرَةَ بِالْمَدِينَةِ، فَلَمْ أَرَ رَجُلًا مِنْ أَصْحَاب النبِي صلى الله عليه وآله وسلم أَشَدَّ تَشْمِيرًا وَلَا أَقْوَمَ عَلَى ضَيْفٍ مِنْهُ، فَبَيْنَمَا أَنَا عِنْدَهُ يَوْمًا وَهُوَ عَلَى سَرِيرٍ لَهُ وَمَعَهُ كِيسٌ فِيهِ حَصًى أَوْ نَوًى وَأَسْفَلُ مِنْهُ جَاريَةٌ لَهُ سَوْدَاءُ وَهُوَ يُسَبِّحُ بِهَا، حَتَّى إِذَا أَنْفَدَ مَا فِي الْكِيسِ أَلْقَاهُ إِلَيْهَا، فَجَمَعَتْهُ فَأَعَادَتْهُ فِي الْكِيسِ، فدفَعتهُ إِلَيْهِ.

وروي مثل ذلك عن سيدنا سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه، وأبي سعيد الخدري رضي الله عنه، وأبي صفية مولى النبي صلى الله عليه وآله وسلم، والسيدة فاطمة بنت الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام، وغيرهم من الصحابة والتابعين.

وفي النهاية، أكدت دار الإفتاء أن التسبيح بالسبحة جائز بل ومندوبٌ إليه شرعًا؛ لأنه وسيلة إلى ذكر الله تعالى، والوسائل لها أحكام المقاصد؛ فوسيلة المندوب مندوبة، وقد أقره النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وورد عن الصحابة والتابعين من غير نكير، ولا عبرة بمن يدعي بدعيته، ولا ينبغي الالتفات إلى هذه الأقوال التي لا سند لها من عقل أو نقل.