قصة نجاح كبية سطرتها الطالبة أحلام سعد، ابنة محافظة الجيزة، بالرغم من كونها تعاني من سرطان خبيث يهاجم جسدها بين الحين والآخر، إلا أنها تمكنت من التفوق في الثانوية العامة 2022 بنتيجة 89% الشعبة الأدبية، لتبدأ في الاستعداد لخطوة أخرى في حياتها تتحدى خلالها المرض وهي الالتحاق بكلية الإعلام.
«أحلام» تروي رحلتها مع مرض السرطان
بصوت قوي جميل يحوي بداخله كل نغمات البهجة والأمل المدعمين بالرضا، روت الطالبة «أحلام»، صاحبة الـ18 عامًا، خلال حديثها لـ«»، عن قصة كفاحها مع السرطان، موضحة أن المرض اللعين بدأ في مهاجمتها لأول مرة عام 2016، ليجبرها على خوض تجربة مريرة من العلاج الذي تضمن تلقي جلسات كيماوي وإشعاع أثرت عليها بشدة: «الأول أهلي كانوا مخبيين عليا، بس لما شعري وقع عرفت أن عندي كانسر»، ذلك أحزنها بشدة وكاد يزج بها في جحور الكآبة واليأس.
بعد رحلة العلاج المريرة، تمكنت «أحلام» من التخلص من المرض، إلا أنه عاد يفرض سطوته عليها من خلال مهاجمة أنحاء متفرقة من جسدها بين الحين والآخر، لتقتنعع الفتاة ورغم صغر سنها، أنه ليس أمامها سوى حُب هذا المرض اللعين وتكوين علاقة صداقة معه علَّه يخفف وطأته عنها: «مكنتش حابة المرض يسرق بهجة حياتي، فحبيت أني أصاحبه وأرضى به لأن كده كده كل واحد بياخد نصيبه»، بدأت في التأقلم معه محاولة التركيز قدر المستطاع في مستقبلها التعليمي الذي كبدها آلامًا كثيرة وخاصة خلال المرحلة الثانوية.
«في ثانوية عامة كنت بقضي الوقت بين الدروس والمذاكرة والمستشفى وكنت باخد جرعات الكيماوي في البيت».. قالتها «أحلام»، ابنة حي الهرم بمحافظة الجيزة، موضحة أنها كانت تحاول جاهدة أن تقتطع وقتًا من براثن مرضها وآلامها لتخصصه لاستذكار دروسها، واضعة أمامها حلم التفوق والالتحاق بـ كلية الإعلام، وهو ما تمكنت منه بالفعل، إذ حصدت في النهاية 89% الشعبة الأدبية.
«أحلام»: كان لازم أقف على رجلي علشان أهلي
تركيبة غريبة ظهرت بها «أحلام» أثناء حديثها فبالرغم من كونها تنتظر كل عام ضربة جديدة من هذا المرض اللعين، وإلى جانب كونها في الثامنة عشرة من عمرها، إلا أنها تمتعت بدرجة كبيرة ليس من الرضا، وإنما من السعادة والفرح والبهجة، كما تحلت أيضًا بعقلٍ واعٍ مُدرك للأمور بحجمها الحقيقي وكأنها عجوز في السبعين من عمرها عاشت ورأت الكثير في هذه الدنيا: «لما يئست في البداية، رجعت فكرت في أهلى ووضعهم، ومهانوش عليا أوجعهم أو أكسرهم علشان كده كان لازم أبدأ وأقاوم»، وأنها متيقنة بوجود الأمل دائمًا، وتشعر بالامتنان الشديد لأسرتها وأصدقائها على كل ما قدموه لها وفعلوه من أجلها.