«من رحم المعاناة يولد الأمل».. هذا ما ينطبق على قصة أحمد عامر، ابن مدينة أبو كبير بالشرقية، عندما عانده الحظ في أسعد أيام عمره وانقلبت حياته رأسًا على عقب، لكن إيمانه بالقدر جعل منه شخصًا يحتذى به في أمثلة النجاح.
قصة أحمد عامر، البالغ من العمر 33 عامًا، بدأت بسقوط سقف منزله بعد 25 يومًا من زفافه، ورغم نجاته من الحادث البشع إلا انه أصيب بشلل نصفي، جعله قعيد الفراش منذ 11 عامًا، بينما يمكنه التنقل لأي مكان بكرسي متحرك.
فبعد ثلاث سنوات من الجلوس في المنزل، والابتعاد عن كل شيء، خرج «أحمد» بفكرة تأسيس جمعية لمتحدي الإعاقة، وقرر إكمال تعليمه ملتحقًا بكلية التجارة جامعة الزقازيق، ليواجه العالم بما هو عليه، ويبدأ انطلاقة غير مسبوقة في واحدة من أبرز حكايات التحدي والإرادة.
قدر وحكمة
يروي «أحمد»، لـ «» حكايته قائلًا: «كنت لسه عريس جديد وبالصدفة الأوضة كان فيها أمي وأبويا وأخويا، دخلت عليهم وخرجتهم وقولت لهم اسبقوني وانا جاي، وكنت بعمل حاجة في الأوضة والسقف وقع عليا، وسبحان الله زي ما يكون نصيبي أني أخرجهم عشان أخد أنا السقف كله».
من الإحباط إلى شعلة نشاط
«حبيت أخوض التجربة».. بهذا المبدأ استطاع «أحمد» أن يتغلب على ثلاث سنوات من الإحباط، وحوّل طاقته إلى شعلة نشاط جعلته يهتم بذوي الاحتياجات الخاصة، فعمل على تأسيس جمعية تحمي كافة حقوقهم.
وواصل طموحاته بالدخول في اختبار كلية التجارة، وتمكن من اجتيازه والتحق بها بعد تخطى كافة الاختبارات، وعبّر بقوله: «حبيت أخوض التجربة وعاوز أوصل الرسالة، وروحت سحبت الملف وقدمت، الاختبار كان في العربي والانجليزي والحاسب الآلي، والمفروض إن معايا دبلوم صنايع».
رغبة في الالتحاق بالثانوية العامة
وعلى الرغم من التحاقه بكلية التجارة، إلا أن الشاب الطموح يرغب في العودة مرة أخرى إلى الثانوية العامة، لينجح فيها ويحصل على مجموعة يؤهله لكلية الاقتصاد والعلوم السياسية، فيقول: «يوم الأحد إن شاء الله هروح أقدم في مدرسة ثانوي منازل تاني، أنا عارف أنه صعب بس إن شاء الله كل حاجة هتعدي بإرادتي».