بسبب مشكلات وراثية ولد أحمد المرسي، 24 عاما، مصابًا بضمور في شبكة العين؛ إذ يرى بنسبة بسيطة جدًا، وكلما مرت السنين ضعف نظره، حتى انعدم تمامًا؛ لأن المشكلة التي يعاني منها ليست لها علاج، وإنما سيعيش بها طوال عمره.
يحكي «أحمد» لـ«»، أنه رغم المعاناة التي يعيش بها إلا أنه تحدى العمى، وتعلم «النجارة» وهو يرى بنسبة 1% فقط، وظل بها لمدة 4 سنوات حتى منعه الأطباء وحظروه من المجهود، متحديًا المخاطر كافة التي تواجه النجارين في عملهم، وهو التعامل مع الآلات الحادة، مثل «المنشار والمسامير والشاكوش»، وأدوات أخرى يصعب على الشخص الطبيعي التعامل معها، موضحا: «معايا ابتدائية وتعلمت النجارة على ايد عمي، وفضلت اشتغل معاه 4 سنين كاملين في الورشة بتاعته، بس الدكاترة اللي كنت بتابع معهم حظروني من المجهود اللي بعمله».
وعن المخاطر التي قد يتعرض لها في العمل، أكد أحمد المرسي: «كنت ساعات أتعور وأوقات عادي لأني حافظ الشغل».
مرت السنوات حتى انطفئ النور أمامه، وأصبح محظورًا من التعامل مع أدوات النجارة الحادة، وأصبح يعيش عاطلا لا يجد عملا يناسبه، وسيره في الشوارع خطرًا على حياته، فمنذ فترة صدمته سيارة في أثناء مروره على الطريق، لكن برغم كل هذه المعاناة إلا أنها لم تمنعه من البحث عن عمل.
فور استخراجه لأوراق الـ5% التي يحصل عليها ظل يبحث عن عمل يناسب إعاقته: «دورت على شغل كتير لحد ما مكتب التأهيلات قالولي هتدرب 6 شهور في مسجد، لحد ما نشوفلك وظيفة، واتجددت الـ6 شهور وبقوا سنة ونص، وبرضه ماشتغلتش».