أدرك الصبيّ أن العمل مصنع الرجال، والمثابرة حتما ستجعله يحقق حلمه، وأراد تحمل المسؤولية وتعلُّم الصبر منذ صغره، فقرر أن يدرس صباحا ويبيبع التين الشوكي مساءً منذ 8 أعوام، بحثا عن مصدر رزق لأسرته.
الشاب يعمل 12 ساعة في بيع التين الشوكي
عربة خشبية صغيرة لبيع التين الشوكي، يجرها الشاب أحمد عثمان، 20 عاما، يجوب بها شوارع محافظة الشرقية، بحثا عن زبون يعشق هذه الفاكهة، التي أصبحت مصدر رزق له ولأسرته: «اشتغلت في سن صغير علشان أصرف على اسرتينا، أنا الابن الأكبر لوالديّ اللي شغال مشرف معماري، ووالدتي ربة منزل، وعندي 3 إخوات في مراحل تعليمية مختلفة، وكان لازم اشتغل».
12 ساعة يوميا يقضيها الشاب متنقلا بين الشوارع بحثا عن بضع جنيهات تسد رمق أسرته، ويحاول تنظيم يومه خاصة خلال دراسته في كلية التربية بجامعة الأزهر: «بشتغل 12 ساعة في الإجازة ويمكن أكتر، لكن أيام الدراسة بحاول أوزان بين العمل وبينها علشان أكون سند لوالدي وإخواتي».
تعود الشاب منذ أن كان عمره 10 أعوام على تحمل المسؤولية، واختار بيع التين الشوكي لسهولته وربحه السريع وفقا له: «بشتغل من وأنا عمري 10 سنين، وقصدت مدينة الزقازيق علشان هي وجهة الباحثين عن عمل وقلت أبيع التين الشوكي لسهولة جلبه وربحه السريع، ولأن شيلته خفيفة ودا مناسب لظروفي».
«أحمد»: أواجه تنمر البعض بالتجاهل
مشقة كبيرة يتحملها الشاب، بين سفره من الزقازيق إلى قريته يوميا، لذلك قرر السكن في المدينة ليقلل نفقات السفر: «كنت برجع كل يوم لأهلي، لكن لقيت المصروفات كتير والتعب أكبر فقررت أسكن في المدينة واشتغل 7 أيام وأرجع كل كام يوم ببضع جنيهات لأسرتي».
عمل الشاب منذ صغره، جعله يتعلم من الحياة دروسا، كما تدرب على كيفية مواجهة الصعاب: «شغلي في الشارع خلى الحياة تعلمني دروس كتير زادت من نضجي وجعلتني أكثر تحملا على مواجهة الصعب».
يتعرض الشاب العشريني، إلى مواقف كثيرة تؤلمه من بينها أن يعامله البعض باستعلاء: «أكثر ما يؤلمني أن يعاملني أحدهم بدونية أو استعلاء لمجرد أني بائع تين، أنا بعامل الكل باحترام وتقدير وبواجه التنمر بتجاهل البع ، والشغلانة تبان أمام الناس سهلة، لكن لو جرب حد يشتغلها مش ها يستحملهان وموسم بيع التين في الصيف، وما يضطره للعمل في درجات الحرارة المرتفعة والرطوبة».