«الإعاقة إعاقة فكر وليس جسد»، يؤمن «أحمد» بتلك المقولة بشدة، إذ وضعها كشعار رفعه طوال حياته، في تحديه لإعاقته البصرية التي ولد بها، حتى استطاع أن يتخطاها وينجح فيما يفشل فيه عدد ليس بالقليل من المبصرين، ويحقق معظم أحلامه الدراسية، المتمثلة في التحصل على تعليم جيد يقربه من حلمه الكبير في أن يصبح أول أخصائي تربية خاصة من ذوي الهمم بمجالي التوحد والبصري.
أحمد علي، شاب كفيف من محافظة المنيا، لكن إعاقته البصرية لم تمنع عنه التفوق الدراسي، بعدما نجح قبل سنوات قليلة في الحصول على ليسانس كلية الآداب قسم الإعلام شعبة العلاقات العامة في جامعة المنيا بتقدير عام جيد مرتفع: «أنا اتولدت كفيف بإعاقة بصرية، بس قدرت اتخطاها واتعلم كويس وأفرح أهلي بيا زي ما كنت بحلم من وأنا صغير».
حب التعليم
الواقع في حب العلم، يعيش حياته بأكملها محاولًا التحصل على أكبر كم من جرعاته، ولهذا لم تنتهي رحلة الشاب الصعيدي بالتعليم مع تخرجه في كلية الآداب، بل كانت البداية لمرحلة جديدة وتحدِ آخر: «بدرس حاليًا دبلومة تربوية، وإن شاء الله هكمل عشان أعمل دبلومة تربية خاصة كمان»، على أمل أن يساعده كل ذلك في الوصول إلى حلمه الكبير: «نفسي أكون أول أخصائي تربية خاصة من ذوي الهمم».
20 ألف جنيه
منذ تخرج الشاب الكفيف في كليته ويبحث عن عمل يوفر له الأموال اللازمة لتحصله على الدبلومات المختلفة التي يرغب بها، في محاولة منه لعدم إرهاق أهله ماديا من جديد، خاصة أن تكلفة الدبلومة تتعدى حاجز الـ 20 ألف جنيه، وفق ما يرويه الشاب الصعيدي، ولهذا يتمنى أن يجد عملًا في أقرب فرصة حتى يكمل تعليمه كيفما يشاء، ولا يضطر إلى اللجوء لأهله متوسطي الحالة المادية، بعد أن تكلفوا بكل مصاريف مراحل تعليمه المختلفة: «إحنا أسرة متوسطة، وأهلي صرفوا على تعليمي من ابتدائي لحد الجامعة، فلازم دلوقتي أنا اللي اتكفل بكل اللي جاي».
تفوق رياضي
وإلى جانب التفوق العلمي، حقق «أحمد» تفوقًا رياضيًا ملحوظًا خلال جميع مراحل دراسته، إذ حقق العديد من الميداليات على مستوى عدة رياضات مختلفة بمنافسات وزارة التربية والتعليم، وكذلك الجامعات المصرية: «حاصل على 10 ميداليات في بطولة ألعاب القوى المنظمة من قبل وزارة التربية والتعليم، وكمان 4 ميداليات على مستوى بطولات الجامعات المصرية بألعاب القوى».