كفاح لا ينتهي، من كلية سياحة وفنادق للعمل بالأعشاب الطبيعية لصاحب أشهر عربية كسكسي وبليلة في شارع درب سعادة بالحسين، إذ لم يستسلم أحمد عبد التواب، 22 عامًا، للبطالة فيرى دائمًا أن الحياة تفتح أبوابها لمن أراد، وانتقل من بلده الفيوم إلى القاهرة، للبحث عن «لقمة حلال».
تخرج «أحمد» في كلية سياحة وفنادق العام الماضي، وجاءه عرض بالعمل بأحد فنادق الساحل الشمالي، إلا أن عمه كان له رأي آخر، حين نصحه بالبحث عن فرصة عمل أخرى بدلًا من الغربة.
أحمد يقرر العمل خارج مجال دراسته
اقتنع الشاب العشريني بآراء عمه، فقرر العمل خارج مجال دراسته، وكانت أولى تجاربه مع بعض الأشخاص في مشروع صغير، لشراء النباتات الطبية والأعشاب الطبيعية مثل اليانسون والكمون كمادة خام وإعادة تصنيعها حتى تصلح للبيع: «بنجيب المادة الخام ونطلع منها منتجات درجة أولى للتصدير ومنها للسوق المحلي، وحبيت الشغلانة دي بس حصلت بعض الظروف منها السوق كان واقف، والأجر اللي كنت باخده قل خالص، مقدرتش أكمل ودورت على حاجة تانية».
مشروع «أحمد».. عربية كسكسي وبليلة
ويستمر كفاح «أحمد» مرة أخرى وكان تفكيره عملي هذه المرة، عندما بحث عن أكثر متطلبات السوق المصري ليستقر على مشروع «أكل»، وكانت الخطوة الثانية اختيار دقيق لأصناف محبوبة من الجميع، وساعده في ذلك ابن خالته الذي يعمل في بيع الكسكسي والبليلة منذ أكثر من 20 عامًا في عين شمس بمحافظة القاهرة: «الكسكسي مشهور عندنا في الفيوم مركز أبشواي بس محدش بيشتريه كل الناس بتعمله في البيت، فابن خالتي كان شغال في المجال ده في القاهرة، وخدني أقف معاه على العربية وأشتغل باليومية، فقولت أجرب كام يوم وأشوف الدنيا فيها ايه وبعد فترة قصيرة عملت المشروع ده».
مشروع أحمد يتكلف 3500 جنيه
بدأ الشاب مشروعه بـ3500 جنيه لشراء عربة طعام والخامات التي يحتاجها في طهي الكسكسي والبليلة، وكان له إضافات خاصة تجذب إليه الزبائن: «أكتر حاجة بتتباع في الشارع المصري هو الأكل وخاصة لو كان نظيف وطعمه مميز وده اللي أنا عملته، كان كل اللي ياكل من عندي يقولي أنت حاطط ايه، مكنتش بجيب الكسكسي جاهز لا كنت بعمله في البيت لوحدي، هو بيبقى مكلف أكتر لأني بستخدم خامات جودتها عالية وده بيفرق في الطعم».