طموحات وآمال عريضة رسمها «أحمد » لنفسه، بعد تخرجه في كلية الهندسة، قرر أن يبحث عن تحقيق ذاته ليصطدم بصخرة الواقع ويجد نفسه يتنقل بين الشركات، وعندما يقدم على وظيفة ملائمة يجد أمامه عائق الخبرة، فاتجه إلى «ورشة ألوميتال» لتكون هي مستقبله وينجح بها متحديًا الصعاب ويحلم بتحويلها إلى معرض.
يحكي أحمد محمد صالح البالغ من العمر 27 عامًا، أنه تخرج في كلية الهندسة عام 2018، وعمل في عدد من المصانع والشركات لمدة قاربت من عامين، ولكن بمرتبات ضئيلة للغاية، وكان المبرر أن يتعود العمل ويكتسب خبرة، وكل مكان يذهب إليه يشترط الخبرة ولم يكن هناك من يعطيه الفرصة لإثبات كفائته، وأصيب بحالة من اليأس حتى قرر إنشاء عمل حر خاص به، ولكن من حظه السيئ أن الأمر تزامن مع تفشي فيروس كورونا.
«كل اللي كنت بسمعه من الشركات هو كلام ووعود وبس، وفتحت ميني ماركت كوفي شوب في بنزينة مع صاحبي، ولكن كان وقت كورونا والحجر الصحي، فخسرت كل حاجة».. تعرض الشاب العشريني لعملية نصب من صديقه واستولى على المتبقي من نصيبه في المحل بالإضافة إلى الخسائر المالية بسبب تفشي الفيروس، لتنهار قدرته على المقاومة تمامًا وظل على ذلك الحال لنحو 6 أشهر: « مرة واحدة من طموح ونجاح ومشاريع لقيت نفسي مديون»، بحسب حديثه لـ«».
من مهندس إلى صاحب ورشة ألوماتيال
حاول «أحمد» أن يقف على قدميه مجددًا ويقدم على عمل في مجاله ولكن الحظ لم يحالفه: «يا إما ملاقيش حاجه في مجالي مناسبة أو ألاقي حاجه حرفيا من غير فلوس، وبعدها قررت إني أفتح ورشة ألوماتيال، لأني وأنا صغير كنت بشتغل مع عمي في ورشة الألومنيوم فكان عندي خبرة شوية في المجال، وقعدتي في البيت طولت وكمان عندي 3 أخوات على وش جواز فلازم أساعد والدي مش أكون عبء عليه».
استدان المهندس مبلغًا من المال وأنشأ بالفعل ورشته الخاصة، وبدأت الزبائن تأتي إليه طالبين أعمالًا مختلفة: «بدأ يطلب مني شغل مطابخ أخشاب ومكنش عندي أي خبره فيها وبسبب زيادة الأسعار اللي حصلت في سعر الألمونيوم الخام، بدأ الشغل يقل وهامش الربح يقل بزياده، فكان عندي حل من الاتنين يا إما اقفل الورشة وأرجع اقعد تاني، يا اما احاول اطور الموضوع، فنزلت في ورش نجارة ورحت طلبت اشتغل معاهم، مكنش في فرصه شغل لحد ما لقيت ورشه قلتلهم عايز اتعلم هاجي كل يوم هشتغل ومش عايز فلوس».
«أحمد» يحلم بافتتاح معرض خاص به
بعد شهر من المثابرة والعمل، تعلم الشاب كل الفنيات اللازمة لمهنته وأشياء مبتكرة، وبدأ في تطوير مجال الديكور سريعًا كتصميم وتنفيذ، وسريعًا ما لفت شغله انتباه الكثير من الزبائن ليزداد الطلب عليه: «بدأ يبقي شغال معايا واحد واتنين، بس الموضوع لسه محتاج شويه دعاية ومافيش ميزانيه لكده، أنا عليا تصميم وتنفيذ المطابخ في الشقق وساعات العملاء بيطلبوا حاجات معينة وممكن أنا أعرض عليهم اللي يناسبهم، وبستخدم برنامج استكتش أب اتعلمته من خلال كورسات ذاتية في أسبوعين، وبحاول أوصل مع العميل للشكل المثالي بس الرأي الأخير ليه».
يحلم «أحمد» بافتتاح معرض خاص به وأن يصل إلى العالمية، وأن تكون ورشته الحالية مختصة بالتصنيع فقط: «إن شاء الله أقدر أحقق ده مع التعب المستمنر والتطوير والمجهود، وعندي حلم تاني مأجله، هو إني أكون ممثل، لأني مثلت أيام الجامعة وأخدت جوائز، بس للأسف موضوع مكلف جدا ومحتاج كورسات وورش وده مش هينفع معايا حاليًا لكني منستهوش وهحققه قريب بإذن الله».