| «أحمد ومحمد ويوسف» أصدقاء حتى في الموت: «غرقوا وهم راجعين من المصيف»

جمعتهم الصداقة منذ الطفولة ولم يفرقهم الموت، إذ جمعهم في لحظة واحدة وبنفس الطريقة، إذ توفوا غرقًا إثر انقلاب سيارة ملاكي كانوا يستقلونها في مياه بحر «تيرة» على طريق الحامول- الشرقي التابع لمحافظة كفر الشيخ، في الساعات الأولى من صباح اليوم، خلال عودتهم من مدينة مصيف بلطيم، واتشحت قرى أبوعويضة، أبوعرفة، والكفر الشرقي، التابعين لمركز الحامول، بالسواد حزناً على وفاة الشباب الـ3.

الشباب توفوا غرقًا أثناء عودتهم من مصيف بلطيم

«البلد كلها حزينة، محدش متخيل إن الشباب اللي كانوا بيضحكوا قبل ساعات راحوا في شربة مياه، الموقف صعب، وجهزنا 3 نعوش ليهم هم التلاتة، الأولاد اللي زي الورد خلصوا امتحانات الجامعة وراحوا المصيف مع اتنين من أصحابهم كمان، وهم راجعين فرحانين بعد وقت ممتع انقلبت عربيتهم في البحر، اللي أدام قدروا ينطوا من العربية لكن اللي في الكرسي الخلفي كلهم غرقوا في لحظة واحدة»، بهذه العبارات  شرح محمد الجميل، أحد أبناء قرية الكفر الشرقي وأحد المقربين من المتوفين، تفاصيل الحادث المأساوي لـ«».

الشباب الـ3 الذين راحوا ضحايا للحادث الأليم، معروف عنهم حب الخير والتسامح، ما جعل الحزن كبيرًا على وفاتهم، وفقًا لعبدالله محمود، أحد أصدقائهم: «مش مستوعب اللي حصل، أصحابي كانوا لسة إمبارح معايا، وكنا بنهزر ونضحك، وفجأة صحاني صاحبي وقالي أحمد عوض مسعود، محمد عبداللطيف عبدالحكيم، ويوسف المعداوي، ماتوا في لحظة واحدة غرقا، فكرته بيهزر لكن صحيت لقيت البلد كلها بتجري والشباب فعلًا طلعوا جثث هامدة، وهم راجعين من المصيف غرقوا بعد انقلاب العربية بيهم في الترعة قدام عزبة النشاوي».

تجهيز 3 نعوش للأصدقاء الثلاثة

لم يستوعب أهالي قرى الشباب الأصدقاء، بعد تلك الفاجعة التي حلت بهم مرة واحدة، وتجمعوا أمام مشرحة مستشفى الحامول المركزي في مشهد مبكي، انتظارًا لخروج الجثامين لتشييعهم إلى مثواهم الأخير، وفقًا لـ«الجميل»: «دفنا الـ3 شباب مرة واحدة، اتنين في الشرقي وهما محمد عبداللطيف وأحمد عوض، والتالت يوسف المعداوي هيندفن في أبو عرفة، وخرجنا بنعوشهم مرة واحدة من المستشفى، والناس فعلًا مش قادرة تستوعب أنهم خلاص مش هيبقوا موجودين في حياتنا».

وفارق الشباب الثلاثة الحياة على طريق الحامول- الكفر الشرقي، بعد انقلاب سيارتهم الملاكي في بحر «تيرة»، التي كانت تقلهم مع شابين آخرين، في أثناء عودتهم في وقت متأخر من الليل من مدينة مصيف بلطيم.

وشيع الأهالي جثامين الشباب الثلاثة ظهر اليوم، فيما تحولت صفحات موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك»، إلى دفتر عزاء مفتوح لأسر الضحايا.