| «أحمد ومحمود» من أوائل الثانوية.. بين الفرحة والآلام والأحلام

10 ساعات يوميا من الكد والمذاكرة وترقب طوال العام من نتيجة الثانوية العامة بعد تغير النظام التعليمي وفقا للرؤية الجديدة، لم يخفت أمل الاختيار ضمن الأوائل لطالبين هما أحمد ومحمود، الأول ضحى بالعلاج من أجل المذاكرة، والثاني كان ينتظر بفارغ الصبر أن تعلن النتيجة من قبل وزير التربية والتعليم ليظهر اسمه لأن حدسه الداخلي كان يحدثه بأن اسمه سيكون ضمن الأوائل ولم يكذب حدسه وسط أحزانه عقب وفاة أخيه الأكبر وقدوته في ديسمبر الماضي.

الدراسة أولا رغم المرض

رغم مرضه واحتياجه الدائم لجلسات العلاج الطبيعي إلا أنه فضل المذاكرة على العلاج وقرر تحمل الألم فكان جزاؤه من جنس عمله من التضحية بأن يصبح الطالب أحمد عبد الحميد جاد، الأول على شعبة علمي علوم «الدمج التعليمي».

10 ساعات يوميا من المذاكرة

تحدث أحمد لـ«» وفتح قلبه ليعبر عن سعادته بتفوقه في الامتحانات بعد سنة طويلة من المذاكرة والتي بلغ عدد الساعات اليومية 10 ساعات وعقب مروره بوعكة صحية أثرت على قدمه، وأكد والده على حديثه ابنه لأن نجله كان يتلقى العلاج الطبيعي بسبب إعاقته الحركية، ولكنه أجّلها  من أجل استثمار هذا الوقت ليضع عينا في الكتاب وعينا على كلية الصيدلة التي كانت حلم حياته لحبه للمجال الطبي بجانب مناسبتها لظروفه الصحية التي تجبره على العمل من فوق كرسي متحرك.

الفرحة الممزوجة بالحزن بعد وفاة الأخ والقدومة

عدوى المذاكرة لـ10 ساعات انتقلت عبر الكتب والمراجع من أحمد إلى الطالب محمود نعمان عبد المجيد، الرابع مكرر علمي رياضة، محمود قرر الاستغراق في هذه الساعات الطويلة لأن كان على ثقة بأن اسمه سيكون من الأوائل في المؤتمر الصحفي الذي يعلنه وزير التربية والتعليم سنويا، وعند بداية المؤتمر الصحفي فتح التليفزيون والتف حوله أهله الذين كانوا يريدون الاطمئنان على مستقبله، وبمجرد نطق اسمه أطلقت أمه زغاريد في كل مكان في الشقة معلنة فرحتها بتحقيق ابنها حلمه بأن يلتحق بكلية الهندسة التي أراد منذ طفولته بأن يلتحق بنقابتها كعضو مسجل عامل يبهر الآخرين بالمباني الجديد والتصميمات التي ترشح لجوائر محلية وعالمية.

وفاة الأخ الأكبر

محمود نعمان مر بظروف صعبة كانت وفاة أخيه الكبير في شهر ديسمبر الماضي والذي أثر على نفسيته خاصة أن أخيه كان مثلا وقدوة له، مبينا أنه حتى الآن لا يستطيع الفرح بالنتيجة رغم أنه من الأوائل.