لم تتحمل الشقيقة الكبرى رؤية أخيها يتألم، شعرت بمعاناته اليومية جرّاء إصابته بمرض الفشل الكلوي، فتُخفي حزنها عليه وتطيب خاطره بكلمات تبعث في نفسه الأمل، إلى أن قررت إنهاء معاناته عبر التبرع بكليتها لتعود الحياة لشقيقها مرة أخرى وتعم السعادة أرجاء منزلهما البسيط.
«أحمد» أصيب بالفشل الكلوي من 2010
«أحمد عبد المنصف»، 33 عامًا، يقيم بإحدى قرى مركز شبراخيت في محافظة البحيرة، حاصل على ليسانس دراسات إسلامية عام 2010، أُصيب بمرض الفشل الكلوي بعد تخرجه بنحو عامين، ليروي بداية معاناته بأنه: «كنت شغال في القاهرة بعد ما تخرجت من الكلية وبعدين وأنا شغال كنت بحس بتعب عادي ومكنتش أعرف إيه ده».
توجه «أحمد» إلى أحد المستشفيات في القاهرة لكى يطمئن على صحته لتخبره الطبيبة بارتفاع الضغط: «الدكتورة قالتلي أنت إما عندك كبد أو هيكون العيب في الكلى وبعد كدا إديتنى حقنه عشان الضغط ينزل»، قالها الشاب، وقرر العودة إلى قريته لإجراء التحاليل والتعرف على سبب مرضه: «لما عملت التحليل ووريتها للدكتور قالي لازم تغسل كلى دلوقتي حالا».
بعد اكتشافه للمرض، انتظم الشاب الثلاثينى في جلسات غسيل الكلى بإحدى مستشفيات دمنهور: «كنت بغسل في الأول لمدة 3 شهور وبعدين أخدوا مني عينة عشان أعمل التحاليل وقصدت أحد الأطباء في الإسكندرية، وقالي هتفضل تغسل دايمًا أو تزرع كلى».
شقيقة «أحمد» تنقذه من معاناة الغسيل الكلوي 3 مرات أسبوعيا
صراع «أحمد»، مع المرض والغسيل الكلوي 3 مرات أسبوعيًا، رافقه فيه ابن عمه، برحلته إلى أحد المراكز المتخصصة في زراعة الكلى بالمنصورة لإجراء عملية زرع عام 2014، وكانت مدتها 8 ساعات، لتقرر شقيقته إنهاء معاناته بالتبرع له بكليتها: «إخواتي كلهم كانوا عاوزين يتبرعوا ليا».
خطوات صعبة سارها «أحمد» مع شقيقته، لحين إتمام العملية، التي مكنته من استعادة حياته الطبيعية: «تزوجت في 2015 وبعد سنة ربنا أكرمني بتوأم رهف وريفان، وعملت فني تركيب فلاتر مياه وأجهزة دش، وبعد فترة تقدمت لمنحة على فيس بوك لذوي الاحتياجات الخاصة في اللغة الإنجليزية»، إذ تسببت الأدوية التي يتناولها لعلاج الضغط والكلى في إصابته بضعف حاد في البصر، ولكنه استكمل رحلته في تحدي المرض من خلال حصوله على محاضرات «أون لاين»، حتى حصل على درجة الماجيستير في إدارة الأعمال.