موتوسيكل وصندوق، هما سلاح أحمد يوسف، 30 عامًا، لمحاربة البطالة فلم تكن حياته «مفروشة بالورود»، بل توجب عليه الاعتماد على نفسه والانفراد بفكرة مشروع خاص به، والعمل عليه ليلًا ونهارًا حتى يستطيع سد احتياجات أسرته في ظل ظروف المعيشة الصعبة، وتأتي نتيجة عمله وجهده المتواصل ليصبح أشهر عامل توصيل في محافظة الفيوم.
يعيش «أحمد» في منطقة البحرين بمحافظة الفيوم، وأخذ من عمله الأساسي فكرة مشروع خاص به، حيث بدأ عامل توصيل بأحد المطاعم، وبعد سنوات من التعب ومع ضغوط الحياة التي تزيد كل يوم عن الآخر لم يعد ما يتقاضاه «أحمد» يكفي احتياجات أسرته البسيطة المكونة من زوجة وطفلة صغيرة، فقرر أن يزيد من دخله بأي طريقة ليستطيع التربح بشكل أكبر: «قعدت فترة كبيرة بشتغل دليفري، لحد لما جه عليا وقت وقولت لازم أعمل حاجة لنفسي، وأتحدى البطالة».
التوصيلة بـ10 جنيهات
حصل «أحمد» على دبلوم صنايع، وقرر أن يبدأ مشروعه الصغير بدراجة بخارية «موتوسيكل» لتوصيل أي طلبات للزبائن من مختلف محافظة الفيوم: «عملت تسعيرة للتوصيلة داخل المحافظة بـ10 جنيه، أما المراكز على حسب المسافة في بـ30 أو 40 أو 50 جنيه».
4 أشهر للاعتراف بمشروعه
واجه «أحمد» العديد من الصعوبات، حيث استغرق ما يقارب الـ4 أشهر، حتى يشعر الناس بوجوده ويتقبلون الفكرة ويصبح تحت الطلب: «كان عندي صفحة على الفيسبوك نشرت عليها إني بوصل الطلبات من أي مكان في المحافظة بـ10 جنيه، وحطيت رقم تليفوني عشان الناس تعرف توصلني بسهولة، وسميت نفسي فاست أوردر، قعدت حوالي 4 شهور مفيش شغل غير حاجة بسيطة».
يتعرض أحيانا لبعض التصرفات السيئة من الزبائن، وبالرغم من ذلك لم يفكر ولو مرة واحدة لتغيير نشاطه والبحث عن عمل آخر: « في ناس بتفكر إنها عشان هتديك عشرة جنيه يبقى تتحكم فيك وتبعتك لأي مكان، في مرة قبل كده واحد ست قعدت تقولي روح هنا وهناك، وقبل كده كنت بوصل طلبات لزبونة ساكنة في الدور الـ11 والأسانسير بتاع العمارة بايظ قالتلى لأ طلعلي الطلبات لحد باب الشقة أنت مش واخد فلوس».