| «أحمد» يتحدى الشلل الرباعي رافضا الوظيفة: «في أحق مني بشغل الـ 5%»

ساقه القدر إلى مصيره المحتوم في لحظة خاطفة، سكتت ضحكته التي كانت تملأ الدنيا بهجة وسعادة، وسكنت أحلامه في زاوية اليأس والإحباط بعد إصابته بالشلل الرباعي قبل سنوات، ورغم عدم قدرته على الحركة في ريعان شبابه، إلا أنه رفض الحصول على وظيفة ذوي القدرات «الـ 5%»، وبعد مرور أشهر عاد إلى صوابه ليتحدى مصابه، عمل منذ تخرجه في كلية التجارة على تطوير قدراته ومهاراته حتى يصبح مؤهلا لسوق العمل مثل أي خريج.

«أحمد العشري»، شاب يبلغ من العمر 24 عامًا، تخرج من كلية التجارة جامعة طنطا دفعة 2020، بعدما عاش رحلة طويلة من الآلام والمعاناة النفسية، إثر إصابته بشلل رباعي جراء حادث تعرض له: «كنت بصيف من حوالي 5 سنين، مع أصحابي في رأس البر، واثناء القفز في البحر، اصطدمت رأسي بالقاع، والنتيجة كسر في الفقرة الخامسة العنقية، وكدمة في الحبل الشوكي، عملتلي شلل رباعي في الأيدين والرجلين».

«أحمد» أُصيب باكتئاب حاد بعد الحادث  

الحادث لم يصب «أحمد»، بشلل رباعي فقط، بل أصابه بحالة من الاكتئاب صاحبته لأشهر طويلة  حتى استطاع أن يتخلص منه: «كنت حاسس بعدم رضا، وعمال أسأل ربنا ليه حصلي كدا، ومكنتش عايز أشوف حد ولا أقابل ناس، لحد ما رضيت بأمر الله من قلبي بجد، مش مجرد كلمة كنت بقولها للناس، فخرجت من تاني لحياتي وقدرت أتخرج من كليتي الحمد لله».

منذ تخرج الشاب لم يسع للحصول على أي وظيفة من الوظائف المخصصة لذوي القدرات: «مش عايز شغل الـ 5%، في ناس تانية أحق بيها، عايز اشتغل زي أي شاب عادي خريج، عشان قدراتي العملية مش عشان ظروفي الصحية، عشان كدا باخد كورسات في تصميم المواقع الإلكترونية، وكمان هبدأ قريب في كورسات إنجليزي، عشان أكون مؤهل بالفعل للشغل في أحسن الشركات».

«أحمد» يؤمن بأنه سيتخلى عن الكرسي المتحرك في المستقبل

الواقع الطبي والعلمي يقول إن إصابة الشاب لم يعرف لها أي علاج أو تدخل جراحي قد يعيد له حياته الطبيعية في المستقبل، سوى عملية لتركيب شريحة إلكترونية في الخارجتكلفتها  1.5 مليون جنيه: «متأكد إن ربنا هيكرمني وهيرجعني أمشي تاني واتحرك زي ما كنت، في دكاترة كتير في دول العالم شغالين على تجارب تعالج كدمات الحبل الشوكي اللي عندي، وإن شاء الله هيوصلوا لعلاج قريب».