| «أحمد» يتحدى كرسيه المتحرك بالإبداع على الخشب: طول ما أيدي سليمة هشتغل

لم يستسلم الشاب الثلاثيني أحمد شوقي، ابن منطقة عين شمس للكرسي المتحرك؛ الذي سيلازمه طوال حياته بعد إصابته بحادث سيارة في ليبيا منذ عامين، بل سعي ليبدأ حياته من جديد في مصر، من خلال تعلم تصميم ديكورات الأخشاب والإبتكار في تنفيذها، ومن ثم تسويقها على منصة «فيسبوك».

حادث الطريق في ليبيا

سافر «أحمد» بعد زواجه بفترة قصيرة للعمل في ورشة ميكانيكا بليبيا من أجل تأمين مستقبل أسرته، بحسب حديثه لـ«»، ولكن سرعان ما تفشي فيروس كورنا في العالم، لذا قرر أن يعود لمصر من خلال الطريق البري بعد إغلاق المطارات؛ ليكون بين أفراد عائلته: «وأنا راجع مصر العربية اتقلبت بيا 5 مرات.. ولما جيت أتحرك معرفتش».

كانت أقرب مستشفى من موقع الحادث على بُعد 250 كيلو متر ما زاد من آلامه ونزفه خلال الطريق، وبعد إجراء الإسعافات اللازمة، صدمه أحد الأطباء في ليبيا بإصابته بتهتك في الحبل الشوكي وإستحالة وقوفه مرة آخري على قدميه، وضرورة إجراء عملية لتثبيت الفقرات، وعندها قرر الشاب الثلاثيني ترك المستشفى وإجراء العملية في مصر: «مستشفيات ليبيا غير مؤهلة طبيا علشان كده قررت أرجع حتى لو بموت»، وبعد عودته حاول أشقائه في مصر جمع مبلغ العملية التي تكلفت أكثر من 70 ألف جنيه.

دعم أهالي منطقته

بعد تأكيد عدد من الأطباء في مصر بصعوبة عودة أحمد للمشي مرة أخري، قرر أن يوفر مصاريف العلاج الطبيعي حتى لا يصبح عبئًا على أحد، ويتعلم مهنة توفر له الرزق الحلال من خلال ملازمته للكرسي المتحرك: «معنديش مصدر رزق.. وكنت عايز شغلانة مناسبة للقعدة دي»، ولذلك بدأ في تعلم تصميم ديكورات الخشب على الكمبيوتر، وساعده أهل منطقته في شراء «لاب توب» له، كما دعمته مؤسسة «بسمة الحياة» لرعاية الأيتام والأسر الأكثر احتياجًا في شراء ماكينية ليزر لتنفيذ تصميماته عليها.

الدمج بين الخشب والريزن الملون

«طول ما أيدي بتتحرك وعارف اشتغل معنديش مشكلة في حاجة».. إرادة قوية اكتسبها «أحمد» بعد تصميم وتنفيذ ديكورات الأخشاب بكل سهولة من خلال فيديوهات تعليمية على الإنترنت حتى أتقن ذلك، ونجح في الإبتكار من خلال الدمج بين الخشب والريزن الملون لإعطاء الخشب لمسة جمالية.

الديكورات ذات الطابع المُختلف، معقدة التركيب هي أكثر ما يُقبل الناس على شراؤها من منتجات أحمد الخشبية؛ حسب وصفه، ولذلك يحرص دائمًا أن يبتكر في تصميماته من خلال توفير أشكال خشبية غير تقليدية، ولم تتوفر في الأسواق بسهولة: «حتى لو علبة مناديل خشب.. الناس عايزاها بشكل جديد».

لم ينس «أحمد» دعم زوجته له من خلال توفير البيئة الملائمة له في المنزل؛ ليتعلم ويجرب، حتى تمكن من النجاح في مشروعه: «شيلاني أنا وولادي الاتنين.. فكان لازم اشتغل وأعيشها ملكة متوجه»، ويتمني خلال الفترة القادمة أن يحصل على ورشة صغيرة يعمل بها بدلا من عمله في المنزل؛ حتى يستطيع عرض ديكوراته الخشبية والاحتكاك بشكل مباشر مع الناس في الشارع: «بتضايق من فكرة الشغل في البيت.. طموحي كبير ونفسي أنزل وأكون مع الناس».