| أحمد يعمل ترزي 12 ساعة بكف مبتور.. المهنة أنهكته ومحتاج «طرف صناعي»

بابتسامة تخفي شيئا من البوح وبذراع مبتورة الكف يضمها أحمد عبد المنعم 28 عامًا على الأخرى ليلتقط بهما طرف قطعة من القماش المتناثر من أمامه ومن خلفه ثم يهندلها ويثنيها بطريقته المتناغمة قبل أن يضعها تحت إبرة ماكينة خياطة لا يكف عن تحريكها حتى يحولها في النهاية إلى فستان أو بنطال أو ستارة شرفة ليعطي قدوة في تحدي إعاقته بساعات من العمل رغم الآلام التي تداهمه والرعشة التي لا تفارقه.

ما إن ينهي الشاب تشكيل الملابس والستائر وغيرها من الأقمشة التي يجمعها من زبائنه ويضعها في أكياسها التي أخرجها منها في البداية يأخذ في إخراج غيرها واحدة تلو الأخرى ليبدأ في العمل عليها لساعات طويلة إذ يقول في بداية حديثه مع «»: «بصحى الصبح عادي وبكون مجهز كل القماش اللي هشتغل عليه سواء لبس أو ستاير أو غيره بفضل قاعد في مكاني بالـ12 ساعة بس بحس بألم ورعشة».

حادثة أفقدت أحمد كفيه قبل أعوام 

لكن فقدانه كفه لم يمنعه من أن يصبح واحدا من أشهر العاملين في مهنة الترزي بالزهور في قريته سنتريس التابعة لمحافظة المنوفية ويحكي الشاب الذي برع في إعداد تشكيلات رائعة من الملابس بداية القصة قائلًا:«من سن 15 سنة وأنا بعاني من إعاقة بسبب بتر في كفي الشمال من نتيجة حادثة، كنت وقتها رايح المدرسة ووقعت من العربية اللي كنت فيها فجأة، وسيارة كانت بتعدي الطريق داست على المكان اللي تم بتره بعد خضوعي لعملية جراحية صعبة». 

متطلبات الحياة تزاحمت على الشاب 

ويقول لـ«» إنها الحادثة والإعاقة التي ألمت به كان عليه أن يواجه صعوبات الحياة وتوفير متطلباته «كنت عايز أوفر مصاريفي قررت اشتغل حاجات كتير باليومية ساعات كنت أشيل طوب ورملة بس قدرت اتعلم بشغلانتي خياط بعد ما حسيت بألم في إيدي، اتعلمتها  في تلات سنين عندنا في قرية مجاورة على يد صاحب ورشة». 

12 ساعة من الآلام 

رغم أن تلك الإعاقة بعثت في نفسه التحدي والطموح بأن يصنع لنفسه مهنة يشعر بالسعادة وهو يزاولها إلا أن صبره وقوته على التحمل أوشكت على النفاد، «أنا بطبعي شخص صبور بفضل شغال لمدة 12 ساعة في اليوم بدون انقطاع بس بتر كف إيدي مع الشغل في الخياطة محسسنيش إني محسش بالألم والصعوبات بس بجازف في الشغلانة كف اليد بيساعدك تتحكم اكتر وتنجز شغلك بسرعة بس من غيره المجهود على الأعصاب والدراع بحس بيه». 

 لم يتوقع أحمد وهو يخطو خطواته الأولى أن إعاقته ستقلل من إنتاجه عندما اختار مهنته بعد عمله من قبل باليومية ليختتم حديثه: «رغم إن الانتاجية بتاعتي قليلة وبدل ما أطلع 50 حتة بسبب إعاقتي بشتغل على 5 قطع بس، ومبقاش قدامي غير إني أشتري طرف صناعي هيفرق معايا في الشغل وهيغير حياتي وهرجع زي انسان طبيعي بس مش قادر أشتريه».