| «أخلاقنا الجميلة» تحمي زواج الشباب من الانهيار.. وطبيب نفسي: وسيلة للرضا

في ظل ضغوط الحياة، يصبح التحلي بالأخلاق الجميلة واجبا، ليس فقط في المواقف التي يحتاج فيها البعض للمساندة أو تقديم المساعدة، بل أيضا في العلاقات الإنسانية مثل الخطوبة والزواج، حيث تصبح الأخلاق أساسا ونبراسا لنجاحها وهو ما تهدف إليه مبادرة «أخلاقنا الجميلة». 

مرور شريك الحياة بأزمات صحية  قبل إتمام الزواج بخطوة واحدة، تستوجب من الطرف الآخر تفهمه ومساندته وهى أخلاق حميدة لا تستسلم للضغوط أو التخلي تحت دعوى «أنا مالي»، وتستعرض «»،  قصصا لم يتخل فيها شريك الحياة عن شريكه رغم وجود أزمات بل كان داعما وسندا ومثالا للأخلاق الجميلة.

سلمى: «زوجي لم يتخل عني رغم عدم قدرتي على الإنجاب»

«سلمى محمد»، البالغة من العمر 22 عاماً، لم تنتظر كثيرا بعد تخرجها في كلية الإعلام قسم صحافة، إذا سرعان ما جرى خطبتها لشخص توسمت فيه الرجولة والأخلاق، وبعد الانتهاء من كافة ترتيبات الزواج، والتفكير مع شريكها في شكل حياتهم الجديدة، شعرت بالتعب، ليخبرها الطبيب بوجود مشكلة في الإنجاب: «فوجئت أن الطبيب يخبرني أن هناك زيادة في هرمون معين في الجسم، قد يجعلني غير قادرة على الإنجاب طوال حياتي، وكان شعوري وقتها هو الحزن والألم، فقد تبقى على حفل الزفاف شهر واحد، لبدء تكوين أسرة جديدة».

أخبرت «سلمى»، خطيبها بكل تفاصيل المشكلة الصحية التي تمر بها، وطلبت منه إلغاء كافة إجراءات الزواج، لكنها فوجئت برفضه، مؤكدا على مساندته لها في أي ظرف بسبب حبه لها: «بالنسبة لي أخلاقه العظيمة كانت واضحة في أنه لم يتخل عني، وقرر أن يستكمل مشوار الزواج معي رغم ما أخبرته به، وحاليا نحن نستعد لإتمام الزواج» وفقا لها. 

زوجة أمير ساندته في أزمته الصحية: «متخلتش عني»

كانت حياة «أمير سعيد»، 35 عاماً، عامل في أحد محلات مستحضرات التجميل، تسير بشكل جيد نحو إتمام زفافه على من اختارها قلبه، وقبل المراسم بوقت قليل اكتشف مصادفة عدم قدرته على الإنجاب بنسبة تصل إلى 90% نتيجة حادث سيارة قديم تعرض له في صغره وفقا لطبيبه، ليفكر في فسخ خطبته مع رفض تام لزوجته الحالية.

وقال «أمير» لـ«»: «شعرت بخيبة الأمل، فكل ما كنت أطمح له في حياتي هو بيت دافء وزوجة محبة وأطفال يملؤون البيت بالصخب، ولكن الطبيب أخبرني أن كل ذلك سيتلاشي بسبب أن احتمالية الإنجاب ضئيلة».

تحدث أمير مع شريكته حول علاقتهما، بعد ما علمه من الطبيب وأعطى لها فرصة «فسخ الخطوبة»، ولكنه فوجئ برد فعلها قائلا: «عرضت عليها تفسخ الخطوبة ولكنها رفضت وقالت لي هنتجوز، وأصرت على استكمال الزفاف رغم غضب أهلها الشديد معتبرة أن الأمر قضاء وقدر، بل وصممت على مساعدتي حتى أصبح أفضل صحيا ونفسيا، وبالفعل تزوجنا، وأنجبنا طفلين الكبير5 سنوات، والصغير 3 سنوات، وتلك المواقف هي الكاشف الحقيقى لمعدن الشخص وأخلاقه».

طبيب نفسي: الأخلاق تحمي الزواج وقصص الحب من الانهيار 

من جانبه أكد الدكتور وليد هندي، استشاري الصحة النفسية لـ«»، على أهمية الفحوصات الطبية قبل الزواج، واصفا أياها بـ«الخطوة الإيجابية» لأنها تكشف التاريخ المرضي للطرفين قبل الزواج، وأنه لابد من تهيئة الشباب على قبول المشكلات الصحية والمرضية للطرف الآخر، من خلال خلق شعور بالرضا عن النفس وعن الشريك، والنظر للعلاقة بشكل أعمق و أكثر تفصيلاً من أجل تحقيق السعادة و الراحة النفسية.

وقال «هندى»: «فتش على الجوانب الحلوة في شريك حياتك وأترك الحواف السطحية، فهذا هو التجسيد الحقيقي للأخلاق الحميدة، التي تنتبه للجوهر الداخلي والأخلاق الطبية والصفات المحمودة داخل الشريك والابتعاد عن مفاتيح السعادة الصورية، لأنه لايوجد وصفة سحرية للسعادة الأهم هو الشعور بالرضا والأمان».