في موقف يجسد شهامة المصريين، تحركت غريزة «الجدعنة» لدى «محمود»، عندما رأى تعثر سيدة في دفع حساب أحد المستشفيات الخاصة، بعد أن كُتب تقرير يسمح لها بالخروج، فلم تمتلك أسرتها حينها المال الكافي لدفع التكاليف، فأسرع إليهم وأخبر المستشفى، بأنه سيدفع حساب السيدة.
يروي محمود تهامي، 24 عاما، من محافظة الأقصر، يعمل بإحدى شركات البترول بالبحر الأحمر، أنه أثناء خروج السيدة وشقيقها، سمع من موظف المالية ضرورة دفع حساب المستشفىـ قبل خروج المريض، فأخبره شقيقها بعدم توافر الأموال معهم حاليًا، بحسب حديثه لـ«»: «شقيق المريضة قال للموظف إنه مش معاه فلوس دلوقتي، ولما شوفت الموقف قدامي، روحت وبلغت الموظف إن حسابها خلصان، قالي لي أنت تعرفها، قلت له مش مهم، لكن الحساب خلاص اتدفع».
إصرار «محمود» على دفع حساب المستشفى
حاول شقيق السيدة إثناء «محمود» عن دفع حساب المستشفى، الذي يصل إلى 5 آلاف جنيهًا، فرفض وأصر على دفع الأموال، فخرج لسحبها من ماكينة صرافة، ثم عاد إليهم: «بعد محاولات كتير منهم إني مادفعش، أصريت وقدام إصراري وافقوا، وبعد ما دفعت طلبوا مني رقم تليفوني، أو أي وسيلة تواصل، وطبعًا رفضت، لأني مش عاوز فلوس منهم».
خرجت السيدة من المستشفى نتيجة شهامة «محمود»، فلم يتخيل كل من رأى الموقف ما فعله: «ده موقف كلنا ممكن نمر بيه، لأن الظروف أحيانًا بتُحكم، وده تصرف لازم كلنا نعمله».
شقيق السيدة: ربنا بعت لنا ابن الحلال
تواصلت «» مع شقيق السيدة، وبدوره أكد رواية «محمود»، قائلًا إن الطبيب المُشرف على حالة شقيقته، كتب لها تقرير بالخروج، وأخبرتهم المستشفى بدفع التكاليف: «ماكنش معانا الفلوس، ومكنتش أعرف إن لازم الدفع قبل الخروج، بس ربنا بعت لينا ابن الحلال، صمم يدفع لنا الفلوس»، ورغم محاولاته التواصل معه، لرد الدين إليه، إلا أنه رفض قائلًا: «دفعت الفلوس لله».