في بدايات عام 1994، طلّت علينا سيدة الشاشة العربية، فاتن حمامة، عبر مسلسل يُنادي بأهمية الأخلاق والمبادئ في المجتمع، تحت شعار «ضمير أبلة حكمت»، وهو أول مسلسل تقوم ببطولته بعد تاريخ طويل من الأعمال، حفرت بها تاريخها في السينما المصرية.
«أبلة حكمت» مثال لتطبيق القيم والأخلاق
ظهرت الفنانة القديرة فاتن حمامة وهي تؤدي دور «أبلة حكمت» مديرة مدرسة نور المعارف النموذجية التي ضربت مثالًا رائعًا في التمسك بـ«أخلاقنا الجميلة»، وكرّست حياتها لعملها التعليمي التربوي لتحقق تجربتها الناجحة التي جعلت مدرستها من أفضل المدارس، وبينما كانت تأمل في التطور الوظيفي الذي تستحقه فوجئت باختيار صديقتها المديرة العادية التي تمارس عملها بروتين بعيد عن الإخلاص والإبداع لمنصب وكيلة الوزارة، وفي النهاية يجري تكريمها وإطلاق اسمها على المدرسة اعترافًا بفضلها، فكانت أبلة حكمت هي نموذج الشرف.
«أبلة حكمت» مستمدة من شخصية حقيقية
شخصية «أبلة حكمت» اقتبسها المؤلف أسامة أنور عكاشة من شخصية حقيقية، بحسب لقاء نادر جمع بين الفنانة فاتن حمامة والكاتب الراحل، محمد بديع سربيه، ونُشر على صفحات مجلة «الموعد»، وذلك حينما سألها هل «أبلة حكمت» شخصية حقيقية أم من نسج خيال المؤلف، قائلة: «اللي عرفته إن أنور عكاشة استوحى الشخصية من سيدة فاضلة كانت مديرة مدرسة، وكان ليها شخصية مثالية في التمسك بالمبادئ والأخلاقيات التربوية، ودخلت معارك كتير عنيفة انتهت بالنصر، ولكن الانتصار ده كان بيهدد بخروج وزيرين من الحكومة وده خلاها انسحبت من المدرسة، وبعدين كرّمتها الدولة بتعيينها عضوة في مجلس الشعب، ولكن قصة المسلسل مختلفة عن قصة حياة هذه السيدة».
وأضافت الفنانة فاتن حمامة، أنّه قبل تنفيذ المسلسل التقت بالسيدة صاحبة الشخصية الحقيقية وجرى بينهما حديثًا طويلًا، إذ جسّدت أحداث المسلسل المسؤولية التي وقعت على عاتق المديرة نحو الطالبات وكانت تعكف على حل مشكلاتهم حتى خارج أسوار المدرسة.
مدرسة «نور المعارف» التي دارت حولها أحداث المسلسل، فهي تتبع وزارة التربية والتعليم، وتقع في محافظة الإسكندرية، وكان أهم ما يميزها المثالية الشديدة، والتي اختلفت في طبيعتها عن طبيعة المدارس الأخرى آنذاك.
وفي ندوة بمجلة «المصور»، في رمضان عام 1991، قالت الفنانة القديرة فاتن حمامة إنّ مسلسل «ضمير أبلة حكمت» أعاد لها ذكريات طفولتها في المدرسة بالمنصورة: «افتكرت ذكرياتي لما كنت تلميذة في مدرسة مصرية، وكان وقتها عندنا ملاعب من أجمل ما يكون، وصالات للأكل، ومدرسات مصريات فاضلات، كنا بنتعلم في المدرسة أصول التربية وإزاي نقعد على مائدة الطعام، وإزاي نتحرك في الفسحة».
واستعادت «حمامة» أيضًا ذكرياتها مع «أبلة إحسان» التي كانت تدرس لها في مدرسة «الأميرة فوقية» التي وصفتها بأنّها سيدة قوية ذات شخصية مميزة: «أنا معرفش هي إزاي كانت بتخدم تلميذاتها، لكن كل اللي أعرفه أنّها فصلتني عشان قولت خطبة وخرجت في مظاهرة».