في واحدة من أجمل قصص الوفاء ضرب محمد العيسوي، 24 عامًا، مثالا للإخلاص الذي لا يتوقف عند الأقوال لكنه تجاوزها إلى الأفعال بعدما تبرع بمقدار 60% من كبده لشقيقه أحمد الذي يكبره بعامين حتى تحسنت وظائف كبده مقارنة بما قبل التبرع في موقف بطولي وإنساني أشاد به كل من يعرف بين الأخوين اللذين يعملان في تدريس اللغة العربية بإحدى المدارس الخاصة والمقيمين بمحافظة الفيوم ويعيش أحدهما بفص كامل من كبد الآخر حتى هذه اللحظة.
الأخوان محمد وأحمد العيسوي قصة بدأت قبل 4 أعوام حين اكتشف الأول أن شقيقه الذي داهمته آلام شديدة في البطن والمعدة مصابًا بعيب خلقي من الوارد أن يتسبب في مرض خطير، وهو ما حدث بالفعل رغم أن أعراضه لم تظهر منذ طفولته قائلا: «أحمد تعب فجأة واكتشفنا بعد ما اتعرض على أطباء إنه بيعاني من عيب خلقي مكانتش أعراضه باينة وظهرت عليه وهو كبير وبالتالي أصاب القنوات المرارية كمان الفحوصات أكدت أنه بيعاني من عيب خلقي من ولادته وهو طفل وكمان من أعراض خطيرة في الكبد..فبدأت من هنا رحلة علاجية كانت صعبة وما زلنا فيها وبنتلقى العلاج لكن في تحسن الحمد لله».
فقدنا الأمل في إجراء الجراحة
بعد أيام من خضوع مدرس اللغة العربية أحمد العيسوي لفحوصات أثبتت أنه مصاب بتليف كبدي بمقدار 100% شارك محمد شقيقه رحلة مرضه التنقل من الفيوم إلى القاهرة وحمل شقيقه إلى العيادات الطبية والمستشفيات وسارع بعمل فحوصات خاصة أيضًا حتى يتثنى له التبرع لأخيه بعدما أكد الأطباء أن حياته متوقفه على متبرع بالكبد رغم لأن فحوصات طبية غير دقيقة في البداية زعمت عدم تطابق فصيلة الدم في البداية:«التحاليل في الأول استبعدت إني أتبرع لأحمد بالكبد بسبب اختلاف فصيلة الدم لكن في النهاية الفحوصات أكدت إن فصيلة دمنا واحدة وقدرت أتبرع بفص كامل من الكبد بتاعي.. كنا فقدنا الأمل في إن العملية تتم».
معاناة من الفيوم إلى القاهرة
على مدار السنوات الماضية عاش الشقيقان أيامًا صعبة تنقلا خلالها من عيادة إلى أخرى ومن مستشفى الفيوم العام إلى عيادات الأطباء القاهرة يقول محمد العيسوي الشقيق المتبرع خلاله حديثه لـ«»: «الحمد لله الأصعب فات رحلة العلاج كانت صعبة وأحمد كان بيعاني من آلام شديدة حجزنا في البداية في مستشفى الفيوم العام وكنا بنسافر المسافة دي كلها من بلدنا لحد مستشفى الشيخ زايد اللي اتعملت فيها جراحة التبرع».
الأطباء استبعدوا إجراء الجراحة
يضيف أن التحاليل الطبية في البداية أكدت صعوبة إجراء الجراحة نظرًا لعدم تطابق فصيلة الدم بينه وبين شقيقه الذي اشتد عليه الألم: «الفحوصات في البداية أكدت أن العملية صعب تتعمل لأن فصيلة دمنا مش متطابقة في اللحظة دي عمتي بادرت إنها تتبرع لأحمد بس لما خضعنا لفحوصات جديدة اتاكدنا إن فصيلة الدم متطابقة وبفضل الله مشينا في إجراءات العملية اللي تمت في مستشفى الشيخ زايد في أكتوبر».
عملية صعبة أجراها الجراح المصري أيمن صلاح
وقبل ثلاثة أشهر نجح أستاذ الكبد الدكتور أيمن صلاح في إجراء الجراحة مع طاقم طبي حيث نزع فص الكبد من محمد الشقيق المتبرع بمقدار 60% (فص الكبد كاملا) في مستشفى الشيخ زايد التخصصي وما زالت رحلتهما العلاجية لم تنتهِ بعد حيث يقيمان في شقة قريبة من المستشفى بمنطقة الشيخ زايد في 6 أكتوبر: «العملية تمت بنجاح الحمد لله لكن لسه في فترة علاج تانية أحمد بيتابع مع دكتور معالج وأنا كمان».
أحمد يعيش بـ60% من كبد شقيقه
وأضاف: بعده ما قمت أنا بالتبرع بجزء من كبدي لأخويا حسيت بارتياح هو حاليا بيتلقى العلاج والأمور الحمد لله بتتحسن.. فكرة إن حد عزيز عليك تشوفه في الحالة دي صعبة جدًا بالذات العشر شهور الأخيرة قبل العملية كنت بتقطع لما أشوفه أو أسمعه بيتألم..إحنا مكملين في العلاج ومحتاجين دعواتكم».