«من أراد حفظ القرآن فليتجه إلى غرفة رقم 16 في الدور الأرضي» هذه العبارة كتبها «محمود» في ورقة وعلقها على أحد أعمدة المبنى الذي يسكنه بالمدينة الجامعية، ردًا لجميل والديه اللذين حفظَّاه القرآن هو وجميع إخوته الخمسة في سن مبكرة، فوالداه اللذان يحفظَّانه أيضًا كانا يعكفان على تحفيظه وإخوته، من اللحظة التي بدأ فيها لسانهم بإطلاق الأحرف والكلمات، ليفكر الشاب العشريني بعد هذا العطاء الدائم، أن يرد ولو جزءًا يسيرًا منه.
محمود حمدي، يدرس في الفرقة الثانية بكلية اللغات والترجمة جامعة الأزهر، حفظ القرآن في سن 5 سنوات ونصف، ودخل العديد من المسابقات، ونال العديد من الجوائز، «حصلت على المركز الأول في مسابقة قطاع المعاهد الأزهرية، أثناء دراستي في الصف الرابع الابتدائي، وطلعت الثامن في المسابقة العالمية اللي بتنظمها وزارة الأوقاف، وفزت في أكتر من مسابقة عندنا في القرية» حسبما روى «محمود» لـ«».
والداي هما السبب في تحفيظي القرآن
«والدي كان بيقدم تحفيظي أنا وإخواتي على شغله، وكان بيسافر ليبيا وترك السفر عشانا، فكان بيحفظنا القرآن صبح وضهر وعصر» هكذا عبَّر ابن محافظة المنوفية، عن مدى اهتمام والديه بتحفيظه هو وإخوته القرآن، ومن أجل ذلك المجهود الذي بذله والداه، أراد أن يرد ما يستطيع من الجميل، بأن يحفظ كل من يستطيع تحفيظه؛ لإهداء الثواب إلى والديه اللذين كانا سببًا في تحفيظه القرآن.
القرآن يسعادني على التفوق
لم يكن القرآن عائقًا أمام الشاب العشريني أمام التفوق بل قضى جميع سنوات دراسته بنجاح، «كنت في تالتة ثانوي دائم على حفظ القرآن، ولما دخلت الكلية ملقتش ليها طعم غير لما بقيت أراجع، وأحفظ أي حد من زملائي عايز يحفظ، والقرآن كان بيساعدني إني أتفوق».
وجَّه الشاب الحافظ لكتاب الله رسالة لكل الشباب، بأن يتمسكوا بالقرآن الكريم، ولا يهملوا فيه لأنه لا يعطل على النجاح ولا التفوق، بل بالعكس، هو يقوي الذاكرة ويساعد على النجاح، «القرآن هو السبب في كل حاجة حلوة أنا فيها دلوقت، هو السبب في حصولي على الثانوية، وهو السبب في وجودي في الكلية، وهو السبب في حب الناس ليا».