| «أخلاقنا الجميلة».. «وليد» يخصص سيارته لخدمة أطفال مرضى السرطان

أمثلة كثيرة في الجدعنة والشهامة يضربها المصريون من وقت لآخر، يؤكدون خلالها على أخلاقنا الجميلة التي تربينا عليها ومعدنها الأصيل الذي يظهر وقت الشدة، منها ما فعله الشاب الأربعيني وليد محمود، ابن محافظة السويس، الذي راح يهب سيارته لخدمة الأطفال غير القادرين من مرضى السرطان.

«بيكونوا تعبانين وميستحملوش تعب الطريق».. قالها «وليد»، ابن الـ41 عامًا، خلال حديثه لـ«»، موضحًا أنه قبل نحو عام أصيب بوعكة صحية ذهب على إثرها إلى المستشفى وعند إجراء التحاليل والفحوصات اللازمة تبين إصابته بـ ورم سرطاني خبيث في القولون، ولا بد من تدخل جراحي سريع واستئصاله: «لما رحت أعمل العملية تفاجئت أني معنديش ورم ولا حاجة، ولحد دلوقتي مش عارف هل التحاليل الأولى مكانتش بتاعتي ولا ربنا شافاني وشال مني المرض».

«وليد» يهب سيارته مجانا لخدمة مرضى السرطان

على الرغم من عدم معرفة «وليد»، الذي يمتلك سيارة ملاكي، ويعمل موظفًا بشركة الكهرباء، تفاصيل ما حدث أو إذا كان أُصيب بالفعل بورم سرطاني أم لا، إلا أنه خرج من هذه التجربة مقررًا أن يهب سيارته مجانًا لخدمة الأطفال غير القادرين من مرضى السرطان: «الناس لما تشوف الورقة اللي أنا معلقها على العربية بيوقفوني في الشارع علشان يدعولي»، وأنه يقدم هذه الخدمة لأبناء محافظة في السويس؛ بما يتناسب مع مقدرته وظروفه المادية.

لم يقتصر تقديم «وليد» لخدماته المجانية هذه على وقت راحته أو فراغه فقط، وإنما في أحيان كثيرة يضطر إلى الاستئذان من عمله لتلبية استغاثة عاجلة من أسرة غير مقتدرة: «في ناس بتكون حالتها صعبة ولما بيكلموني بقول ربنا عارف كل حاجة وعارف ظروفي، وطالما وهبت العربية مينفعش أتأخر عنهم»، وأنه قبل تقديم أي مساعدة يحرص على التأكد من صدق السائِل واحتياجه لمد يد العون.

«وأنا ماشي بالمريض في الطريق بحاول أشتريلهم عصاير وحاجات خفيفة على قد ما ظروفي تستحمل»، وفقًا لابن محافظة السويس.