| أدهم الشرقاوي.. هل هو بطل أسطوري أم مجرم خارج عن القانون؟.. الحكاية على «الوثائقية»

«أدهم الشرقاوي».. بطل أسطوري أم مجرم خارج على القانون؟ سؤال يردده البعض بسبب التناقضات التي طالت الشخصية منذ بداية عشرينيات القرن الماضي، وهو ما تجيب عنه قناة الوثائقية المصرية في فيلم وثائقي بعنوان «أدهم الشرقاوي» في الثامنة من مساء اليوم.

وتكشف القناة الوثائقية خلال الفيلم عن الروايتين لسيرة أدهم الشرقاوي، سواء ما تناولته الصحافة بشأن تصنيف الشرقاوي مجرما شقيًا خارجا على القانون، أو الحكاية الشعبية التي اعتبرت أدهم الشرقاوي بطلًا أسطوريا دافع عن الفلاحين في مواجهة الإقطاعيين والإنجليز.

هل أدهم الشرقاوي مجرم خارق للقانون؟

الرواية الأولى بحسب العدد الصادر عن مجلة «اللطائف المصورة» عام 1931، فقد ولد أدهم عبدالحليم الشرقاوي بناهية زبيدة من بلاد مركز إيتاي البارود في البحيرة، وقاده والده إلى المدارس الابتدائية حتى تمم دروس السنة الرابعة وبعدها خرجه والده من المدارس لما ظهر أنّه لا يميل إلى تلقي العلم، وكان ميالًا بطبيعته إلى التعدي على من يرتكب معه أي شيء بسيط.

وبحسب المجلة، ارتكب أدهم الشرقاوي في عام 1910 جريمة قتل وكان عمه عمدة زبيدة أحد شهود الإثبات، ولما مثل أمام محكمة الجنايات وسمع أحد الشهود يشهد لغير صالحه، هجم على أحد العساكر الموجودين في المحكمة بقصد نزع طبنجته لضرب الشاهد بها وأخيرًا حكمت عليه المحكمة بالسجن سبع سنوات، فأرسل إلى ليمان طرة، وبينما كان سجينًا يشتغل في قطع الأحجار تعرف بأحد الأشقياء المسجونين فدار بينهما حديث علم «أدهم» منه بأنّ هذا السجين هو القاتل لأحد أعمامه، وأنّه لم يُقبض عليه في هذه الحادثة لأنّه لم يعرف مرتكبها الحقيقي.

ولما علم «أدهم» منه ذلك غافله ذات يوم وضربه على رأسه ضربة قضت على حياته فضُبضت الواقعة وحُكم عليه بالأشغال الشاقة المؤبدة، غير أنّه هرب من السحب أثناء اضطرابات 1919، وانضم إليه كثير من الأشقياء أمثاله فصار يرتكب الجرائم العديدة وكان همه الوحيد أن يقتل عمه عبدالمجيد بك الشرقاوي عمدة زبيدة، لأنّه كان أهم شاهدًا في الحادثة الأولى التي سجن من أجلها مدة سبع سنوات.

«الشرقاوي» جزء من ملحمة 1919

وبالحديث عن الجانب الآخر من الروايات التي تعرضت لها سيرة أدهم الشرقاوي، فهو يعتبر جزءًا أصيلًا من ثورة 1919، إذ تحدى حينها المأمور الإنجليزي «باكيت» وتمرّد وسط السجناء إذ قال لهم جملته الشهيرة: «أنتم محبوسين زي الفراخ وإخوانكم بره بيضربوا بالرشاشات» في إشارة إلى ثورة 1919.

وعلى مدار أحداث 1919، ناضل «الشرقاوي» ضد الإنجليز وأعوانهم مُنتصرًا للفلاحين الغلابة، حتى أدرك الإنجليز أنّهم لن يستطيعوا النيل منه إلا من خلال صديقه «بدران» الذي استمالته السلطة، وكان دوره ينحسر في الذهاب إليه بالطعام، حتى تواطأ مع البوليس الذي جاء في إثره، وهو ما غنّى عنه محمد رشدي في الموال الشعبي: «آه يا خوفي يا بدران ليكون ده آخر عشا» هذا ما يقال فى الموال الشعبي.