| أزمة الإعلامي الراحل مفيد فوزي مع حفيده شريف.. «عاتبه في مقالين»

«أكتب لكم بحبر القلب هذه الرسالة عبر صحيفة يومية وليس من خلال فيسبوك، ولا أعرف هل تصلكم؟، أم سترد إلى حيث لم يستدل على العنوان المذكور»، بهذه الكلمات بدأ الكاتب الصحفي الكبير مفيد فوزي مقاله في إحدى الصحف المصرية، موجهًا حديثه لأصدقاء حفيده شريف، بسبب انشغال الأخير عن السؤال عن الجد بسبب أصدقائه.

مفيد فوزي يوجّه رسالة لأصدقاء حفيده شريف

وخلال لقاء تليفزوني مع الإعلامي تامر أمين، يقول الكاتب الصحفي الكبير مفيد فوزي، الذي رحل عن عالمنا قبل ساعات قليلة، إنّ حفيده شريف ينشغل بأصدقائه كثيرًا، واصفًا علاقته بهم بأنّ «حياته في أصحابه»، وهو ما دفعه إلى كتابة مقالًا بعنوان «رسالة إلى أصدقاء حفيدى شريف!»، يستأذن فيه أصدقائه ليرى حفيده لمدة يومين اثنين فقط للاستمتاع بالجلوس معه، «أنا قولت لشريف هم دول صحابك؟ قالي أيوة، قولت له دول بيمثلوا قوة بالنسبة ليك؟ قالي أيوة، قولت له أنا هضغط عليهم عشان أعرف أشوفك».

مقالًا مزج بين الحزن والعتاب، سطّر الجد عام 2018 كلماته لأصدقاء حفيده الذي يرى أنهم خطفوا منه ساعات كان يمضيها مع الصغير، كاشفًا في مقاله «أفهم جيدًا أن حفيدي له صندوق أبيض يضم أسراره ونجاحاته وإخفاقاته، وهو بطبعه كتوم فلن يصارحني أو يطلب نصيحتي، يبدو أنكم من جيل لا يسأل ولا يتزود بخبرة، ولذلك يقتصر اللقاء معه على «إزيك يا جدو وعامل إيه يا جدو»، الحقيقة أريد أن أسمع منه أكثر من هذه الكلمات الخمس المكررة، فهل أنا طماع؟ أحياناً أفكر- يا أحبائى أصدقاء شريف- بطريقة سينمائية، وأتخيل نفسى حسين رياض وأحفادي يرددون «جدو جه، جدو جه»، ثم اكتشف أني أهمس لنفسي وتخذلني دموعي».

وأضاف فوزي: «بصراحة، فإن حفيدي يجد نفسه معكم، ويحس بالونس معكم ويشعر بالطمأنينة في وجودكم، لقد كنا ملتصقين بالأهل أكثر، ونقضى معهم وقتاً أطول، انقلب الوضع فى زمان التكنولوجيا، فقد صار الالتصاق بأصحابه أكثر والأوقات أطول، فهو يعيش مع الموبايل أكثر مما يعيش مع الأهل، ولست أطالب بخطة محكمة تعيده لبيته ويسأل- ولو تليفونياً فقط- عن جدو، وإن كنت لا أكتم عطشي للنشيد المؤثر «جدو جه، جدو جه».

مفيد فوزي يكتب: حفيدي شريف.. تعالَ

ولم يكن هذا المقال هو الأول لحفيده شريف، الذي طالما تعطّش لرؤيته، بل كتب له مقالًا في مطلع العام ذاته بعنوان «حفيدى شريف.. تعالَ!» بعدما انخرط الحفيد في السفر والدراسة، وتقلّصت الساعات التي تجمعهما مثلما كانا يفعلا في الصغر، إذ كتب الراحل في هذا المقال قائلًا: «ما عاد شريف حفيدي الجميل يتصل بي، فلعل رغبتي الحارقة في اتصاله بي هي من رومانسيات زمن مضى، لكن شريف لم يفقد أبدًا رومانسيته، مرة مرضت ولزمت الفراش وجاء يزورني وعندما رآني أتألم لمحته يمسح دموعه، لكنه أيضًا يتعامل مع الحياة بالكثير من العملية».

ورحل الكاتب الصحفي الكبير مفيد فوزي، عن عالمنا منذ قليل، عن عمر ناهز 89 عامًا، والراحل من مواليد 19 يونيو عام 1933، بمحافظة بني سويف، ولُقب بـ«المحاور».