طالبة المنصورة نيرة أشرف
واقعة مرعبة أشعلت السوشيال ميديا، صباح اليوم، بعد أن تداولت منصات التواصل مقطع فيديو لشاب ينحر فتاة أمام إحدى بوابات جامعة المنصورة، بعد أن سدد لها عدة طعنات أمام ذهول من المارة، وسرعان ما تحولت إلى سرادق عزاء ينعي نيرة أشرف التي فارقت الحياة أثناء محاولة إسعافها في مستشفى المنصورة الدولي.
واقعة طالبة المنصورة نيرة أشرف
ومن بين تعليقات رواد مواقع التواصل الاجتماعي التي اجتمعت في مضمونها بالدعاء والترحم على الطالبة العشرينية نيرة أشرف، والتي تدرس في كلية الآداب بجامعة المنصورة، ظهرت بعض التعليقات التي تبرر جريمة القتل التي أقدم عليها الطالب «م.ع» وأنهى حياة زميلته من خلال طعنتين في صدرها، ثم نحرها من الوريد إلى الوريد بقطع ذبحي بآلة حادة.
ومن بين هذه التعليقات ما كتبه أحدهم قائلًا: «غبي كان اغتصبها أحسن»، فيما علق آخر: «قبل ما تتعاطف مع حد أعرف القصة كاملة، مش يمكن هو عنده أسباب كتير تخليك تتعاطف معاه».
وكتب: «ياريت نفهم اللي حصل جايز تستاهل اللي جرالها وأنتو ظالمين الولد وشكله راجل محترم أصلًا وحتى لو عمل كدا فهو بايه أنه مش سوي نفسيًا».
وأضاف: «لازم يتحط في مصحة ويتعالج وعموما باين أنه محترم وميجيش منه كل ده أنتو مش شايفين لبسها عامل إزاي حسبي الله ونعم الوكيل فيها وفي اللي زيها».
اقرأ أيضًا: انهيار أسرة الطالبة «نيرة» أمام المشرحة.. وعمها يكشف صدمة جديدة عن المتهم «فيديو»
وفي هذا السياق، يقول الشيخ عبدالعزيز النجار، عضو لجنة الفتوى في الأزهر الشريف، هذا الحادث الأليم الذي أصاب قلوب جميع المصريين بالوجع والألم لبشاعته، وأما هذه التعليقات من بعض المتطفلين فـ يبنغي عليهم التوقف تمامًا، إذ ليس التبرج أو الاستفزاز مبررًا للقتل أو الضرب أو لأي وسيلة من الوسائل.
وأضاف «النجار» في حديثه لـ«»: «أقول لكل من يجد مبررًا لهذا القاتل، أترضى هذا لابنتك أو لأختك أو لأحد محارمك؟، فإذا كنت لا ترضاه؛ عليك أيضًا ألا ترضاه لغيرك من المصريين مهما كانت هيئته ومهما كان وضعه».
اقرأ أيضًا: أول فيديو لـ نيرة طالبة المنصورة.. عملت إعلان لدعم أختها في مشروعها الجديد
عضو لجنة الفتوى: هناك من يجعلون الآلام وسيلة للتسالي
وعن سبب ظهور مثل هذه التعليقات في أوقات الجريمة، يقول عضو لجنة الفتوى بالأزهر إنّ هناك الكثير من المتطوعين الذين لا يملكون خبرة في الحياة يجعلون مثل هذه الآلام الشديدة الصعبة وسيلة للتسالي عن طريق مبررات ودوافع للقاتل وينسون ويتناسون الجريمة الكبرى التي حرّمها الله -عزّ وجل- وجعلها سببًا لفناء الأمة، فقال في كتابه العزيز: «مِنْ أَجْلِ ذَٰلِكَ كَتَبْنَا عَلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا».
وأضاف الشيخ عبدالعزيز النجار، أنّ القضية ليست استفزاز أو تبرج، وإنما سلوك مجتمع، فمهما كانت المبررات التي يحاول البعض اختلاقها عليهم أن ينتهوا عن هذا الأمر، وعلينا أن نغير ثقافة المجتمع وخاصة في الأفلام التي تسمى بـ«الأكشن» والتي لها السهم الأكبر في مثل هذه الجرائم التي نراها كل يوم خاصة في طائفة الشباب الذين يحاولون أن يجدوا لأنفسهم مكانًا بين وسائل الإعلام.
واختتم الشيخ عبدالعزيز النجار بالآية الكريمة التي تقول: «وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا»، موجهًا رسالة لهولاء ممن يبررون جرائم القتل: «ينبغي أن يكون هذا ما يتعلمّه الشباب حتى لا ينساقوا وراء أهواءهم وتكون العاقبة هي الندم في نهاية المطاف، حيث لا ينفع الندم، فقد شهدنا اليوم جريمة كبرى تمثلت في فتاة فارقت الحياة، وجرى تمزيق جسدها أمام الجميع، وهناك شاب مصيره بين يد القضاء ثم في الآخرة جهنم وعذاب أليم».