ورث حرفة النقاشة من أسرته، وأتقنها مضيفًا عليها لمسته السحرية وموهبته في الرسم، ومع ذلك لم يغفل حلمه بدراسة الهندسة أو الفنون التطبيقية التي لم يستطع الوصول لها بسبب ظروف أسرته المادية، ليدرس في أحد معاهد النظم والمعلومات ويستمر في الدراسة والنقاشة معًا.
ظروف «أسامة» منعته من الهندسة
الظروف الاجتماعية البسيطة لأسرة أسامة عبد الحكيم، صاحب الـ20 عامًا، منعته من الالتحاق بالثانوي العام، على الرغم من حصوله على المجموع الذي يؤهله لها، ليجد نفسه طالبًا في الثانوي الصناعي، على أمل أن يلتحق منها بكلية الهندسة «حلمه» من خلال شهادة المعادلة، إلا أنه اصطدم بعد ذلك بتكلفة تلك الشهادة التي لا يقدر عليها هو وأسرته، حسبما ذكر في حديثه مع «».
حلم جديد في «نظم ومعلومات»
التحق «أسامة» بأحد معاهد النظم والمعلومات حتى يظل قريبًا من حلمه «الهندسة»، حتى ولو في مجال مختلف وإلكتروني دقيق، ليترك بعد ذلك أسرته في بني سويف ويقيم في القاهرة ليكون قريبًا من مكان دراسته وعمله في نفس الوقت، ناقلا معه خبرته في النقاشة من منشأه إلى قاهرة المعز، وفي وقت صغير أصبح «مقاول» يعمل تحت يده عدد من الصنايعية.
النقاشة كلمة السر في حياة أسرة «أسامة»
تعلم «أسامة» النقاشة منذ أن كان بالمرحلة الإعدادية، على يد والده وشقيقه الأكبر، إلى أن أصبح هو «الأسطى» الذي يتكفل بمصاريف أسرته بالكامل، بعد أن تقد والده في السن، ودخول شقيقه الأكبر الجيش لأداء خدمته العسكرية، إذ يخرج من منزله في السابعة صباحًا للذهاب للمعهد، ويعود لسكنه في حلونا بالثالثة عصرًا، ليبدأ في متابعة عمله في النقاشة بالوحدات السكنية والمحالات وغيرها حتى التاسعة مساءً.
«أسامة»: مبتكسفش من الشغلانة ومبخدش مصروف من حد
«عمري ما اتكسفت من الشغلانة وأوقات بروح المعهد وعلى إيدي آثار دهان»، بهذه الكلمات عبر الشاب العشريني، عن حبه لحرفته التي تعلمها منذ الصغر، وطور عليها بموهبته في الرسم: «بفتخر إني مباخدش مصروف من حد»، متمنيًا أن يصبح صاحب معارض فنية، ويساعد من خلالها المبتدأين في تعلم الرسم.