| أسرار خفية عن كنيسة العذراء العدوية.. بوابة إلى عالم الروحانيات

على ضفاف النيل، حيث ارتسمت حروف التاريخ، تقف كنيسة العذراء العدوية بالمعادي شامخة، شاهدة عيان على رحلة العائلة المقدسة إلى مصر، هذه الكنيسة العريقة، التي تعود بجذورها إلى القرون الأولى للميلاد، تحتضن بين جدرانها سلالم أثرية شاهدة على عراقة الحضارة المسيحية، وتحولت إلى مزار عالمي يجذب الزوار من كل حدب وصوب.

وفي هذا التقرير، ننطلق في رحلة استكشافية داخل هذه الكنيسة العتيقة، ونكشف عن أسرارها، وعلاقتها بسيدنا موسى، كما رواها القمص أكليمندس وديع في حوار خاص لـ«»، تزامنا مع صوم العذراء. 

 

علاقة الكنيسة بسيدنا موسى 

يرجع تاريخ المكان بحسبما ذكره القمص إلى النبي موسى، وهي مدينة طرة البلد، التي ولد فيها، وعندما أراد فرعون قتل النبي موسى، وضعته أمه في «سبت» في النيل، ليجري به إلى موضع منطقة كنيسة العذراء حاليا التي كانت تتخذها منطقة للاستحمام فى النيل، وعندما الأمر بقتل كل أطفال بيت لحم من «هيرودس»، هاجرت العديد من العائلات من المدينة، ومنهم السيدة مريم العذراء ومعها السيد المسيح.

رحلة السيد المسيح وأمه العذراء إلى مصر

ذكر «أكليمندس» أن طريق أبو سرجة في مصر القديمة هو الذي سلكته السيدة مريم العذراء أثناء رحلتها إلى مصر، وذلك قبل أن يصلوا إلى كنيسة العذراء بالمعادي، ومكثوا بالمنطقة 3 أيام، قبل توجههم إلى جبل قسقام في أسيوط، أما عن بناء الكنيسة، فقد أُنشئت بطلب من والدة الإمبراطور الروماني قسطنطين الكبير، الملكة هيلانة، بعد أن أمرته بالبحث عن كل الأماكن التي زارها السيد المسيح، التي من بينها كنيسة العذراء مريم بالمعادي، في القرن الرابع الميلادي، لتُبنى بعدها الكنيسة في هذا المكان.

تصميم الكنيسة

أشار القص إلى أن الكنيسة تحتوي على بئر كانت تشرب منها العائلة المقدسة، وأيقونة تحكى قصة حياة العذراء مريم منذ ولادتها وحتى وفاتها، وكذلك ثلاث قباب و3 هياكل، وأيضًا الكتاب المقدس بالحجم الكبير منذ عام 1976، الذي وُجد وهو طافٍ على سطح النيل ومفتوح على آية «مبارك شعبى مصر» الموجودة في سفر أشعياء الأصحاح 19.

أسماء الكنيسة 

على مدار السنوات، سُميت الكنيسة بعدة أسماء، فكان الاسم الأقدم لها هو «تي كلابي»، أما الاسم العربي الأول هو «منية السودان»، أما بالنسبة لاسم «العدوية» فقد أطلق إشارةً لموضع الكنيسة في المصادر العربية القديمة، ويعود لامراة مغربية عاشت في المكان.

حادث مأساوي للكنيسة

انفجرت عربة محملة بالبارود بالقرب من موقع الكنيسة في القرن الـ19، ما تسبب في حرق وانهيار أجزاء كثيرة منها، وتطلب الأمر إلى بنائها على الطراز الحديث الذي هي عليه الآن، واستثنوا الحائط القلبي من الترميم، فهو آثار الكنسية منذ بنائها.