يعد اتباع نظام غذائي صحي وممارسة التمارين الرياضية بشكل منتظم من الأمور الأساسية للحفاظ على صحة سليمة، ومع ذلك هناك أشياء مهمة أخرى يجب تذكرها، وتعتبر اليابان وهاواي والنرويج، من أكثر الأماكن صحة في العالم، ولكن ما هي أسرار سكان هذه الدول المنتمية لثلاث قارات مختلفة لحياة طويلة وسعيدة؟.
ونظرت منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية «OECD» في السكان الذين يعيشون الأطول في المتوسط، وجاءت اليابان في المقدمة، بمتوسط العمر المتوقع 84.2 سنة، بحسب موقع «express»، فيما احتلت النرويج المرتبة السابعة بين الدول الأكثر صحة، حيث بلغ متوسط العمر المتوقع 82.9 عاما، ووفقًا لتصنيف عام 2019، فإن هاواي هي الولاية الأكثر صحة في الولايات المتحدة، بحسب «سبوتنيك».
لماذا تعد هذه الأماكن من أعلى متوسطات العمر في العالم؟
يعود ارتفاع متوسط العمر المتوقع لليابانيين بشكل أساسي إلى انخفاض عدد الوفيات الناجمة عن أمراض القلب الإقفارية والسرطانات، وخاصة سرطان الثدي والبروستاتا، وبشكل رئيسي، يُعود انخفاض معدل الوفيات إلى انخفاض معدل السمنة، وانخفاض استهلاك اللحوم الحمراء، وزيادة استهلاك الأسماك والأطعمة النباتية مثل فول الصويا، وتقول الصحفية الأمريكية آني دالي إن الأطباق والمشروبات اليابانية المعقدة مهمة أيضًا عندما يتعلق الأمر بطول العمر المتوقع.
وبعد السفر إلى ستة أماكن مختلفة حول العالم، بما في ذلك اليابان، وإجراء مقابلات مع أكثر من 100 من السكان المحليين والخبراء حول تناولهم للصحة والسعادة وطول العمر، كتبت «آني» لشبكة «CNBC»: «الأمريكيون يهتمون بوجبات سريعة وسهلة، من لديه الوقت للقيام بشيء ما بخطوات عديدة»، وأضافت: «في اليابان، يقوم محترفو الشاي بذلك من خلال احتفالات الشاي، وهي طقوس راقصة لتحضير الشاي وتقديمه أثناء العملية، يكون تركيزهم عميقًا لدرجة أنهم لا يفكرون في أي شيء آخر».
ومن جانبه، يوضح شيغينوري ناجاتومو، أستاذ الفلسفة في جامعة تمبل أن تلك العملية تتعلق بتبني المفهوم البوذي للوقت، مضيفًا: «كثير من الناس غالبًا ما يحلمون في أحلام اليقظة، معتقدين أن هناك شيئا أفضل في مكان آخر غير المكان الذي يتواجدون فيه».
كما سافرت «آني» أيضًا إلى النرويج وهاواي، وتقول إن مفتاح ارتفاع متوسط العمر هناك يتعلق بقضاء أكبر قدر ممكن من الوقت في الخارج، حيث تبين أن قضاء ساعتين فقط في الطبيعة مفيد للصحة، وفي إحدى الدراسات، قام الباحثون باستطلاع آراء أكثر من 19000 شخص في المملكة المتحدة حول الوقت الترفيهي الذي أمضوه في الطبيعة خلال الأسبوع الماضي، إلى جانب صحتهم ورفاهيتهم التي أبلغوا عنها بأنفسهم.
ووجدوا أن الأشخاص الذين يقضون 120 دقيقة على الأقل في الأسبوع في الطبيعة شهدوا تحسنًا في صحتهم العقلية والبدنية، مقارنة بالأشخاص الذين لم يقضوا أي وقت في الطبيعة، كما لاحظ الباحثون أنه لا يهم كيف أو أين يقضي الناس 120 دقيقة، فالإكثار من المشي لمسافات قصيرة بالقرب من المنزل كان فعالًا مثل المشي لمسافات طويلة في عطلة نهاية الأسبوع في حديقة.