غرفة صغيرة مبنية بالطوب الأحمر على سطوح إحدى العمارات بمدينة نصر ومُسقفة بالخشب، تضم بين جدرانها أسرة مكونة من زوجين مثقلين بالأمراض و3 أبناء في مراحل تعليمية مختلفة، يتكوَّمون فيها جميعًا ولا يجدون ما يحميهم من أمطار الشتاء وتقلبات الجو.
يحكي الزوج، إسماعيل محمد، 44 سنة، يقطن في أحد شوارع مدينة الأمل (عزبة الهجانة سابقًا) بمدينة نصر، في حديث لـ«»، أنه كان يمتهن حرفة السباكة وقد كانت توفر له حياة معقولة رفقة أسرته، إلا أنه ومنذ 13 عامًا لم يعد قادرًا على ممارستها بعدما أُصيب بمشكلة في الظهر: «جالي غضروف في ضهري ودلوقتي مبقدرش أنزل أشتغل زي الأول».
مرض الزوجة بالقلب
لم يكن مرض الزوج فقط هو ما يُثقل كاهل الاسرة بل أيضًا الزوجة، حكمت عبدالغني، 44 سنة، هي مريضة بالقلب، وقد أجرت عمليتين سابقتين على نفقة الدولة، وما زالت تتلقى العلاج إلى الآن: «عندي 3 أبناء: عبدالرحمن في 3 دبلوم تجارة، وزياد في 3 إعدادي، وأسماء في 1 إعدادي»، بحسب «إسماعيل».
ولا يستطيع الزوج تحمل أعباء أسرته وتكاليف معيشتها، إضافته إلى عدم حصوله على معاش يساعده في تلبية احتياجاته.
معاناة من المطر
تعيش هذه الأسرة بأكملها في الغرفة التي لا تتعدى مساحتها 3*4 متر، بالإضافة إلى مطبخ وحمام صغيرين، وهم لا يجدون ما يحميهم أو يحمي فراشهم المتهالكة بالطبع ومقتنياتهم البسيطة للغاية من غزارة أمطار الشتاء: «لما بيكون في مطر بنحط أي حاجة على السقف علشان نحاول نخلي المياه متنزلش علينا»، وفقًا للزوج، وأنه من حسن الحظ أنه لا يدفع إيجارًا لها كما أن فواتير المياه والكهرباء والغاز تقسم على سكان العقار بأكمله.
بسبب الظروف الصحية للأب أصبح شبه عاجزًا عن التكفل بإعالة أسرته وبخاصة في ظل المصاريف الدراسية لأبنائه؛ إذ أن آلام ظهره تحول دون العمل سوى الأعمال الخفيفة والبسيطة جدًا وهو ما لا يتناسب ومهنة السباكة بما تحتاجه من حركة مستمرة وقوة بدنية.
أمنية الأب
«أولادي في الإجازة بيحاولوا يشتغلوا وساعات المسجد أو الجمعيات بيبعتولنا مساعدات»، هكذا قال الأب، والذي لم يتمن شيئًا سوى شقة صغيرة تقيه وأسرته من تقلبات الجو: «كل اللي نفسي فيه شقة تحميني أنا وعيالي من الشتاء».