| أسرة يمنية تفترش رصيف الدقي بطفلها المريض: عايزين نعالجه في 57357

ظروف خاصة تعرضت لها أسرة يمنية بعد قدومها إلى مصر لعلاج طفلها، وبعد فترة أصبحت غير قادرة على تحمل تكاليف العلاج والسكن والمعيشة لتضطر إلى إتخاذ أحد الأرصفة المجاورة لمستشفى 57357 بالقاهرة ملجأً لها، ليتدخل بعدها فاعل خير ويوفر لها سكنًا بسيطا إلا أن الأسرة لا تزال تتنقل بين المستشفيات وهي عاجزة عن علاج الطفل.

يحكي الزوج «عبدالغني» وهو رجل يمني في العقد الخامس من عمره، في حديث لـ«»، أنه أتى بأسرته إلى القاهرة منذ نحو شهرين، لعلاج ابنه وهو مريض يُعاني من تكسرات في الدم، واضعًا في حسبانه أنه سيعالجه على نفقته الخاصة، إلا أن الظروف لم تسعفه ولم تسمح له بذلك.

اضطرار الأسرة للجوء إلى الشارع 

بعد مرور حوالي شهر ونصف الشهر، وجد الأب نفسه عاجزًا عن تحمل تكاليف علاج ابنه الوحيد؛ إذ نفد كل ما لديه من أموال: «حاولت أدخل ابني مستشفى 57357 بس للأسف مقدرتش»، مؤكدًا أنه عجز أيضًا عن تحمل تكاليف السكن والمعيشة الأخرى ليضطر في النهاية إلى ملازمة الشارع رفقة زوجته وابنه المريض متخبطًا بلفحات الشتاء الباردة، ونظرات المارة التي قد تكون لاسعة في بعض الأحيان: «اضطرينا نقعد 13 يوم ننام ونصحى في الشارع».

انتشرت صورة الرجل رفقة أسرته وهو يفترش الرصيف بجوار المستشفى، على وسيلة التواصل الإجتماعي «فيس بوك»، ليتفاعل معها أحد فاعلي الخير ويُسرع بالتواصل مع الرجل وتوفير سكن بسيط يأويه وأسرته من قسوة الشتاء ولعنات الشارع: «الراجل مشكور وفر لي غرفة صغيرة ومطبخ وحمام قعدت فيها أنا ومراتي وابني».  

«الزوج»: نموت من الجوع ولا حد يقول أني بشحت في الشوارع

بالرغم من اعتراف الرجل بفضل من نشر صورته على الـ«فيس بوك»، وشعوره بالإمتنان تجاهه، إلا أنه أوضح أنه لم يكن يُفضل أن تُنشر صورته رفقة زوجته وابنه وهم في هذه الحال على وسائل التواصل الإجتماعي، وأنه شعر بالإهانة وقتما وصله الأمر: «الحقيقة هو الراجل يشكر وكتر خيره كان عايز يساعدني وأنا عارف أن نيته خير، بس للأسف أنا حسيت بالإهانة.. أنا كنت أفضل أني أموت من الجوع أنا وابني ولا أن حد يقول عليا أني بشحت في الشوارع».

محاولات الأسرة لعلاج الابن 

توفير السكن للأسرة لم يكن نهاية الآلام بالنسبة لها؛ إذ أن تواجدها في الشارع لم يكن سوى حلقة من حلقات رحلتها الشاقة التي أتت من أجلها إلى مصر، ولذلك فهي غارقة الآن في دوامة التنقل بين المستشفيات وطرق أبوابها ليلًا ونهارًا أملًا في علاج طفلهم وتخليصه من آلامه.