شعرت أن الأطفال في منطقة سانت كاترين بجنوب سيناء في حاجة إلى من يرسم الفرحة بقلوبهم ويعطيهم من الحب ما يجعلهم قادرين على مواجهة الحياة، لذا لم تقف ياسمين الكاشف، مدربة الفنون اليدوية، ساكنة، بل قررت أن تستغل إقامتها هناك وتبدأ في تعليم الأطفال الفنون اليدوية واللغة الإنجليزية إلى جانب تنفيذ المبادرات لتوزيع الهدايا عليهم دوريا تحت عنوان «أسعد طفل في كاترين».
مبادرة «أسعد طفل فى كاترين»
بدأت «ياسمين» مبادرتها بعد سفرها إلى سانت كاترين: «أنا بحب الأطفال وأتمنى أن أفيدهم بأي شكل ممكن، ولما سافرت للشغل بدأت أفكر في أنشطة للأطفال، وجدتهم لا يملكون أي وسائل للترفيه باستثناء اللعب في البيئة الصحراوية، ومراكز الأنشطة الفنية نادرة إن لم تكن منعدمة فأطلقت مبادرة أسعد طفل في كاترين».
تحكي «ياسمين» بداية رحلتها إلى سانت كاترين، ففي صيف 2017 تركت العمل بالمجال السياحي وتفرغت لتقديم ورش الفنية، خصوصا أنها لديها شهادة معتمدة تمكنها من تقديم تدريبات للكبار والصغار، وبعد انتشار فيروس كورونا، وتوقف كل الأعمال بسبب الإغلاق قررت السفر والإقامة في سانت كاترين مع تنظيم ورش فنية، لأنها تملك خبرة كبيرة في مجال فن الديكوباج وفن لف الورق: «بعد السفر بدأت أفكر في إدخال الفنون هناك، لأن سانت كاترين معروفة فقط بالأنشطة الرياضية والروحية مثل التأمل واليوجا وتسلق الجبال، وبدأت في تكوين مجموعات صغيرة من الأشخاص، ولمدة 4 أيام نقوم بممارسة التجول بين الجبال صباحا، وبقية اليوم نقوم بعمل ورش فنية».
«ياسمين» وزعت الهدايا على 300 طفل في سانت كاترين بالعيد
وفي مايو الماضي، نفذ مبادرتها واعتمدت على توزيع هدايا على الأطفال بمناسبة العيد، وبالفعل بعد الإعلان عنها حصلت على الكثير من التبرعات العينية والمادية من أشخاص شعروا بأهمية توفير أي طريقة لإسعاد الأطفال هناك: «أقصي هدية يحصل عليها الأطفال في سانت كاترين هي قطع حلوى، لذا بدأت في عملية شراء هدايا متنوعة بحسب كل سن، وكان عدد الأطفال الذين تم توزيع حقائب هدايا عليهم نحو 300 طفل».
قسمت «ياسمين» الألعاب التي توزعها على الأطفال بحسب السن، فالأطفال من عمر سنة إلى عامان، كانت توزع عليهم الألعاب البسيطة مثل «العرائس القماش»، والأطفال في عمر الـ3 سنوات كانت توزع عليهم ألعاب موسيقية مثل «أكسليفون» ومن سن 4 إلى 15 عاما، كانت الهدايا عبارة عن كرة قدم وكراسات تلوين وعلب ، أما الكبار من سن 15 إلى 18 عاما فكانت توزع عليهم ألعاب ذكاء: «وزعت الهدايا في 6 مناطق، بواقع 50 طفل بكل منطقة، والتبرعات لم تتوقف من الأشخاص في كل مكان بمصر، والأطفال وأهاليهم كانوا في غاية الانبساط والفرحة، فالأطفال هناك محرومين من كثير من الأشياء لذا أي شيء يدخل على قلوبهم الفرحة»
لم ترغب «ياسمين» في توقف المبادرة عند توزيع الهدايا، فعملت أن يكون تأثيرها أكبر من خلال تعليم الأطفال اللغة الإنجليزية، خصوصا أن بعض الأهالي كان قد طلب منها مساعدة أبنائهم في استذكار دورس اللغة الإنجليزية: «قررت استغلال فترة الصيف هناك بتعليم الأطفال اللغة الإنجليزية وبدأت مع 40 طفل، واعتمد في تعليمهم على الألعاب التعليمية إلى جانب الورش الفنية، وأتمنى فقط أن تدخل السعادة في قلوبهم الصغيرة البريئة، لأنهم يستحقون ذلك».