دفع قلة العمل وضيق الرزق «أشرف»، إلى العمل كعامل نظافة بمرتب 1400 جنيه فقط، يدفع أكثر من ثلثها إيجار لمسكنه بمدينة أوسيم بمحافظة الجيزة، بخلاف ما يدفعه لفواتير الكهرباء والمياه، حتى يستطيع أن ينفق على زوجته وابنتيه الأثنتين، على أمل أن يساعده ذلك في أن يشتري يومًا ما شقة صغيرة تحميهم من الأمطار شتاءً وتقيهم من شمس الصيف الحارقة.
أشرف محمد بيومي، يبلغ من العمر 38 عامًا، ويعمل بالأساس مساعد صنايعي كهرباء، قبل أن يلجأ إلى العمل كعامل نظافة، إلى جانب عمله بتلك الصنعة، بعدما قل العمل بشكل كبير، وهاجمته بطالة الصنايعية وأصحاب المهن غير المنتظمة مع بداية معرفة العالم بوباء كورونا، وفق ما يحكيه والد الفتاتين في حديثه مع «».
«أشرف»: «أكل العيش مبيكسفيش»
«وأنا شغال مع صنايعي الكهربا، كان يوم في شغل وعشرة لاء، فكان لازم أدور على مكان اشتغل فيه شغل ثابت عشان بناتي ومراتي»، بتلك الكلمات يوضح «أشرف»، لماذا اتجه إلى العمل كعامل نظافة، رغم ما تطلبه تلك المهنة الشريفة من مجهود ووقت كبيران، إضافة إلى نظرة الدونية لدى البعض تجاهها، وهو ما يرد عليه «أشرف»: «شغلانة شريفة وأكل عيش حلال، بالعكس دي حاجة تخليني فخور بنفسي، إني بربي بناتي من عرق جبيني».
والد الفتاتين يحلم بشقة
لدى عامل النظافة ابنتان في المرحلتين الابتدائية والإعدادية، ومرتبه القليل منقسم بين إيجار شقة صغيرة مكونة من حجرتين وصالة، وما تتطلبه من فواتير كهرباء ومياه وخلافه، إضافة إلى مصاريف طعام وتعليم وعلاج بناته وأولاده، ورغم حالة الرضا الكبيرة المسيطرة عليه، إلا أنه يحلم بأن توفر له الدولة شقة، حتى يستطيع أن يحيا هو وأسرته حياة كريمة.