| أصدقاء مدرسة ابتدائية يلتقون بعد 31 عاما من الفراق.. «أصحاب أنا وأنت ولا»

«وإن أعادوا لنا الأماكن، فمن يعيد لنا الرفاق»، جملة قالها الشاعر محمود درويش، تتحقق كثيرًا على أرض الواقع، ولكن في تلك القصة، فشلت تمامًا، حيث عاد الرفاق وتجمعوا في الأماكن، بعد غياب 31 عامًا، فهم تفرقوا طلاب بالمرحلة الابتدائية، وتجمعوا أطباء ومهندسين ومخرجين ومحاسبين، جميعهم كانوا في مدرسة خاتم المرسلين، بمنطقة الهرم بالجيزة.

في شهر رمضان الماضي، كان المهندس خالد محيي، يجلس رفقة صديقًا له منذ الصغر، يدعى «إيهاب»، وتحدثًا عن ذكريات الماضي والمدرسة، وأخذا يتذكران أصحابهما القدامى واحدًا تلو الآخر، وأعينهم تنظر على صورة قديمة، التقطت في فترة التسعينات لفصلهم بالمرحلة الابتدائية، وقررا بعدها البحث عن أصحابهما، من خلال نشر تلك الصورة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وبحث الصديقين عن «الجروب» الخاص بالمدرسة، ونشرا الصورة عليه، وفوجئوا بالأصدقاء القدامى يتواصلون معهما، وتواصل 12 صديقًا من الفصل، واتفقوا على مقابلة حدثت بينهم في شهر رمضان.

عمرو سعيد، مخرج تلفزيوني، عاد بذاكرته عشرات السنين، ليروي لـ«»، قصة أنه شاهد الصور عبر الجروب الخاص بالمدرسة، وتذكر كل شئ كأنه حدث قريبًا، موضحًا أن السبب في عودة صداقتهم مرة أخرى، هما «محيي وإيهاب»، مضيفًا: «اتفرقنا سنة 1991، لما كل واحد فينا دخل مدرسة مختلفة في الإعدادي، وبعدها ماعرفناش حاجة عن بعض، كل واحد فينا دخل كلية مختلفة، أنا اتخرجت من إعلام، وفينا مهندسين ودكاترة ومحاسبين».

مقابلة بعد 31 عامًا

دشن الأصدقاء جروب عبر تطبيق واتساب، وبعد أيام قليلة تقابلوا في بيت أحدهم، وجلسوا ساعات مختلفة، يتحدثون عن الذكريات، وحنين الماضي يشغل بالهم، وجاءت سيرة مواقف لا يعملون كيف تذكروها، بحسب «عمرو»: «كنا واحشين بعض جدًا، ومش مصدقين إننا اتقابلنا تاني بعد السنين دي كلها، حقيقي علاقة الطفولة كان فيها كمية براءة غير طبيعية، واتفقنا نتقابل كل فترة».

مشهد مؤثر بين صديقين

المقابلة الثانية كانت أول أمس، على أحد مقاهي مدينة السادس من أكتوبر، استمرت 6 ساعات، وشهدت موقفًا إنسانيًا لصديقين، وقفا يحتضنان بعضهما فجأة، بعد تذكرهم لموقف قديم، ودموعهما زينب وجههما، في مشهد تقشعر له الأبدان، وقرر الأصدقاء عدم الفراق مهما مرت عليهم السنين، الذي حضرها: «عمرو سعيد، خالد مرسي، خالد محي، محمد رمضان، أحمد عبد الودود، محمد عبد الجليل، المهندس إيهاب، وحسام، وأحمد فضل، ومحمد زكريا، ومحمد علاء».