| أطفال أسوان ينزحون مياه الأمطار من شوارع مدينتهم «بالجردل والمسّاحة»

ببشرتهم السمراء وقلوبهم البيضاء، لطالما عُرف أهل أسوان بالطيبة وحب بلدهم والحرص على العيش في سلام، وهي الصفات التي تأثر بها أطفالهم أيضا، وظهرت فيما فعلوه وقت أزمة هطول الأمطار، أمس، التي ملأت الشوارع بالمياه، ليبدأ الأطفال من قِبل أنفسهم، في نزح مياه الأمطار من شوارعهم، وإعادتها إلى طبيعتها، مستخدمين أدوات بسيطة تمثلت في «المساحات» و«الجرادل».

وكانت محافظة أسوان، شهدت أمس موجة طقس سيئة، تمثلت في هطول أمطار شديدة، مصحوبة بالبرق والرعد الشديدين، ما جعل الشوارع تغرق، فضلا عن انقطاع الكهرباء والمياه ببعض المناطق.  

تغيرات مناخية شهدتها المحافظة خلال الساعات الماضية

«المحافظة تشهد تغيرات مناخية حادة والمياه داهمت جميع شوارع المحافظة بطريقة لم نرها من قبل، وتيارات الهواء جلبت معها العقارب والثعابين إلى الشوارع»، تقول ألفت صالح، إحدى سيدات أسوان، مشيرة إلى أن المشهد أثار حالة من الرعب بين السكان، بسبب غزارة الأمطار: «المشهد كان صعب والرياح كانت شديدة ومكناش عارفين نخرج من بيوتنا بسبب المية المتركزة في الشوارع، والعقارب والتعابين اللي نزلت علينا».

المياه تغرق الشوارع 

وبعد ساعات قضاها الأهالي داخل منازلهم، خوفًا من موجة الأمطار التي ضربت المحافظة، خرجوا مع الساعات الأولى من صباح اليوم السبت، ليتفاجئوا بكميات كبيرة من المياه أمام منازلهم، ليقرر الأهالي نزح المياه، وهو الأمر الذي بادر الأطفال بالمشاركة فيه، في ترحاب شديد، لنزح المياه التي جرفت معها الزواحف والعقارب من الجبال، وذلك باستخدام الأدوات المنزلية البسيطة، بحسب السيدة ألفت. 

مبادرة لجرف المياه من شوارع المدينة

وتضيف ألفت، خلال حديثها لـ«»، أنها استيقظت صباح اليوم، ورأت المشهد في الشوارع، وكانت المياه تشكل أزمة حقيقية، وتعطل الجميع عن النزول، وبعد تواصلها مع الأهالي تفاجئت برد فعل الأطفال: «استجابوا بسرعة ونزلوا في الشوارع كل واحد ماسك أداة بسيطة زي الجردل والمساحة، وانتشروا في مناطق مختلفة من ضمنها حي العقاد وأحياء تانية في المحافظة». 

وقام الأطفال بفتح البالوعات وأمسكوا بالمساحات المنزلية، ونزحوا المياه منها، واستغرق هذا الأمر ساعات، بحسب ألفت: «بدأنا الساعة 9 الصبح وانتهينا في المساء ونجحنا في إعادة الشوارع إلى طبيعتها، وكان هناك استجابة من الأطفال في أماكن أخرى في المحافظة، وعبروا عن انتمائهم لمدينتهم بهذه الأدوات البسيطة». 

أحد الأطفال: العقارب على المياه وبين الصخور 

وأكد طاهر محمود، أحد الأطفال المشاركين في المبادرة لـ«»، أنه استجاب للمبادرة، خاصة في ظل نزوح العقارب والثعابين التي شاهدها تطفوا على المياه، وجاءت من المناطق الجبلية المتاخمة لمنزله، وهو أخطر ما واجهه أهالي أسوان منذ الساعات الأولى التي شهدت فيها المحافظة اضطرابات جوية وسيولا شديدة: «شوفنا العقارب وهي فوق المية ووسط الصخور».