| أطفال في مجال الفضاء بدعم من الوكالة الأوروبية: إلتقطوا 2636 صورة للأرض

يظل عالم الفضاء واكتشافاته مجالاً جاذباً لقطاع كبير من المواطنين حول العالم، خاصةً الأطفال بخيالهم الواسع وشغفهم الدائم لكل ما هو غريب غير ملموس.

المهندس محمد صبحي كغيره كان شغوفاً بالمجال نفسه منذ الصغر، واستمر الحال حتى تخرج فى الجامعة الألمانية بالقاهرة، قسم إلكترونيات، ثم سافر إلى أسكتلندا لدراسة صيانة الطائرات لمدة عام بعد أن تدرب بمصر، حتى حصل على فرصة لدراسة الماجستير فى جامعة برلين التقنية حول علوم الطيران والفضاء، وقرر وقتها نقل خبرته للأطفال، من خلال المشاركة فى مسابقة تابعة لوكالة الفضاء الأوروبية.

«محمد» يدرب الأطفال على البحث العلمي

«أدرب الأطفال على البحث العلمي، من خلال إرسال تجارب لمحطة الفضاء الدولية ثم عودتها للأرض وتحليلها وكتابة تقرير عن البحث ونتائجه، التجارب تشمل التدريب على استخدام كاميرات مخصصة لتصوير الأرض، حساسات لقياس الضغط والرطوبة ودرجة الحرارة وعجلة التسارع وسرعة الدوران، الأطفال بيتعلموا استخدام الأدوات، وبعدها بندّيهم فرصة إنهم يبتكروا أفكار لأبحاثهم، ولو وكالة الفضاء الأوروبية اعتمدت الأبحاث، بتبعت لنا المعدات الإلكترونية اللازمة للتجربة».

شارك «محمد» فى المسابقة لموسم 2020 – 2021 بأربعة فرق، تضم متسابقين من مصر وجنسيات أخرى، وتتراوح أعمارهم بين 9 و19 عاماً، نجحت 3 فرق منها فى إتمام المهمة، ووصل فريق إلى العشرة الأوائل، وهو إنجاز يصفه «محمد» بالعظيم: «أحد فرقي وصل للعشرة الأوائل على مستوى اتحاد أوروبا وكندا، من أصل 15756 من 23 دولة شاركوا، و398 فريقاً وصلت إلى التصفيات».

مواضيع الأبحاث الثلاثة الناجحة

الأبحاث الثلاثة التى نجحت، كانت تتعلق بدراسة أنواع السحب وأشكالها وعلاقتها بنوع الطقس، دراسة طبيعة الحياة على متن محطة الفضاء الدولية، وتجهيز المعدات اللازمة للسفر فى الفضاء، أما البحث الثالث الذى وصل للعشرة الأوائل، كان يتعلق بدراسة تأثير المجال المغناطيسي لكوكب الأرض على تغير المناخ والأقمار الصناعية، وتم نشره على الموقع الرسمى لوكالة الفضاء الأوروبية، وبحسب «محمد»: «قدرنا ناخد 2636 صورة للأرض من أطفال درّبتهم عمرهم لم يتعدَّ 19 عاماً».

«إسماعيل»، 19 عاماً، و«إسلام»، 16 عاماً، طفلان مصريان ضمن الفريق الفائز، الذى يضمن متسابقاً ثالثاً من بريطانيا ورابعاً من الأردن، يفتخر «محمد» بتدريبهم، ويتنبأ لهم جميعاً بمستقبل واعد، كما يستعد هذا العام لخوض المسابقة مجدداً بأربعة فرق أخرى، تتعلق أبحاثهم بمجال الذكاء الاصطناعي.

يعاني «محمد» مشكلات فى الرؤية، نتيجة ضمور فى خلايا الشبكية، وهو ما اتخذه تحدياً لتحقيق إنجاز يفتخر به مستقبلاً: «عاوز أعمل حاجة أكون فخور بها وابنى يفتخر بى».