كتب وروايات مرصوصة بعناية على «تروسيكل» يجوب شوارع مدينة المنصورة، فى مشهد غير معتاد يجذب انتباه المارة، يختلسون النظرات لمطالعة العناوين المثيرة، بينما يقترب الأطفال أكثر لتفحص أغلفة القصص وكراسات التلوين والـ«بازل»، هكذا قرر «نعيم» إطلاق مشروعه، متمنياً الإقبال على القراءة الورقية، فى ظل التطور التكنولوجى المعاصر.
محمد نعيم، 40 عاماً، خريج كلية الإعلام جامعة عين شمس، عمل فى بداية مشواره صحفياً، ولكن قرر بعدها الاشتراك فى العديد من المعارض لبيع الكتب بقصور الثقافة، ولمس إقبالاً كبيراً على شراء الكتب، خاصة فترة تبنى سوزان مبارك مشروع القراءة للجميع.
يحكى «نعيم» أنه كانت لديه مكتبة منذ سنوات، بالاشتراك مع عدد من الأصدقاء، وبسبب ارتفاع أسعار الإيجارات، وضعف الإقبال على شراء الكتب، تم إغلاقها نهائياً وفض الشراكة، لكن الشغف بالكتب ظل داخله يؤرقه، إلى أن قرر فى الآونة الأخيرة شراء «تروسيكل» وعمل مكتبة متنقلة، بها العديد من الروايات والكتب، وأيضاً قصص الأطفال الشيقة.
يتجول «نعيم» فى شوارع مدينة المنصورة لبيع الكتب، ويستقر فى الأماكن الأكثر ازدحاماً أمام الجامعات وبالشوارع الرئيسية، متمنياً زيادة الإقبال على الكتب الورقية: «لا يمكن إنكار أهمية القراءة فى حياة الإنسان والمجتمع، خاصة القراءة الورقية المتمثلة فى الكتب والصحف والمجلات، لكن للأسف التطور الكبير فى التكنولوجيا جعل الإقبال على شراء الكتب ضعيفاً جداً، وجمهور القراء يقل كل عام».
أسعار فى متناول الجميع حددها «نعيم» للكتب؛ لضمان بيعها لمختلف الشرائح الاجتماعية والعمرية، بحد أقصى 30 جنيهاً للكتاب، مشيراً إلى أن الشباب الآن الأكثر إقبالاً على الشراء، خاصة الروايات الحديثة وكتب التنمية البشرية، لكن عظماء الأدب والروايات القديمة لا يقبل عليها الشباب والمراهقون، الأمر الذى يحزنه: «الجميع يستسهل معرفة المعلومات من وسائل التواصل الاجتماعى، رغم أن قراءة الكتب لها مذاق خاص، لا يشعر به إلا المثقفون وعشاقها».