| أقدم سمكري فوانيس في «سوق الليمون» يدافع عن القديم: الجديد ملوش طعم

«ليس كل ما يلمع ذهبًا»، هكذا يبرر «عم عتمان» تمسكه بالفانوس الصاج، فلا يقتنع بـ«اللعبة» الخشب أو القماش، التى يصفوها – ظلمًا – بالفانوس.

40 عامًا، هي عمر عتمان محمود السيد، ابن مدينة المحلة الكبرى، في صناعة الفانوس الصاج، يحكى عنها بحب شديد ويفتخر بها، فبينما كان في الثامنة من عمره، تعلق قلبه بتلك القطعة المضيئة الباعثة على الفرحة، كان يتأمل تفاصيلها وها في ورشة السمكرة التي يمتلكها شقيقه الأكبر، وتتلمذ على يديه: «كنت غاوي المهنة، وبمجرد ما أشوف شكل أقلده».

عاصر «عم عتمان» تطور الفانوس الصاج، بداية من «أبو شمعة»، الذى صممه من 40 عامًا، وكان يُستخدم فى الأرياف، ومن بعده «الصغير أبو باب»، وفانوس الشارع، ولا يزال يحرص على طرح أشكال جديدة لجذب الزبائن.

أسماء فوانيس «عتمان» الصاج 

«بُرج، مُحجب، شمامة، أرابيسك وأبو دلاية»، أسماء مختلفة للفوانيس لدى «عم عتمان»، الذى أتم الـ78 عامًا، وأصبح أقدم سمكري فانوس فى منطقة «سوق الليمون»، وبغضب عارم، يرد على كل من يتطاول على الفانوس الصاج أو يرى أنه «موضة قديمة»، فلا مجال للمقارنة بينه والتقاليع المنتشرة بالأسواق.

يستعد الرجل السبعيني لشهر رمضان، قبله بـ6 أشهر، فيبدأ فى تجميع الفوانيس وتصميم الأشكال المختلفة: «بنكثف الشغل قبل رمضان بـ6 أشهر، لكن احنا شغالين طول السنة، بعد العيد الكبير نبدأ فى تجهيز الزجاج والصفيح، والفانوس بيمر بثلاث صنايعية، كل واحد له مهمة محددة، زى تقطيع الزجاج، وتقطيع الصفيح، الطباعة على الزجاج».

يعترف «عم عتمان» بتأثير الفوانيس الصيني على صنعته: «سحب الشغل منا شوية، لكن بعد فترة رجع الزبون تاني لنا ودوّر على الأصل»، ويبيعه للزبائن بنظامي الجملة والقطاعي، كما تذهب منتجاته إلى بعض الدول العربية.

لدى «عم عتمان» ابن و4 بنات، لم يورث المهنة لأحدهم، وأكثر ما يزعجه هو انصراف الصنايعية عن المهنة، لأنها تحتاج إلى دقة ومهارة: «الفوانيس تصنع يدويًا بالكامل»، وتتراوح أسعارها بين 70 و400 جنيه.