«إن رؤية الأشياء من وجهة نظر مختلفة، يمكن أن تساعدنا على فهم السبب الذي يدفع الآخرين إلى التصرف بالطريقة التي يتصرفون بها».. وردت هذه الجملة في كتاب «العادات السبع للمراهقين الأكثر فعالية» للكاتب شين كوفي، وهي الأساس الذي تقوم عليه إحدى الأكاديميات التي تعمل على تطوير شخصية الأطفال واستثمار طاقتهم من خلال معرفة الدوافع وراء تصرفاتهم، ومن ثَم فهم الأمور من وجهة نظرهم.
«الطفل هو أساس المجتمع في المستقبل، علشان كده إحنا هدفنا الأول هو تطوير شخصيته من خلال إظهار الصفات الجميلة وتنميتها، ومعالجة الصفات السيئة»، هكذا ذكرت أسماء عمارة، مديرة الأكاديمية المُعتمدة من الاتحاد المصري للشطرنج، موضحة أنَّه تمّ إطلاق فكرتها وتأسيسها عام 2015، من خلال المهندس محمد تهامي، وتتخذ لعبة الشطرنج وسيلة لتنمية وتطوير ما يقرب من 17 صفة ومهارة لدى الأطفال.
مهارات تساعد الأكاديمية على تنميتها
«الصبر، والتخطيط المُسبق، والتفكير الابداعي، واتخاذ القرار، ومهارات العمل الجماعي، والتركيز، وضبط المشاعر، وعدم التوتر، واحترام الخصم، والثقة بالنفس» كلها مهارات تهدف الأكاديمية إلى تعليمها للأطفال من خلال ممارستهم للعبة الشطرنج: «لعبة الشطرنج بتنمي ذكاء الطفل وبتخليه ينتج أكتر، لأنها بتعوده أنه يوجه كل تركيزه على العمل الذي بيقوم به، كمان بتعلمه احترام الخصم والثقة بالنفس من خلال ضبط ردود أفعاله تجاه خصمه وقت الهزيمة والفوز»، وفقًا لمديرة الأكاديمية.
طريقة التعليم في الأكاديمية
ولأن الأكاديمية تهدف في الأساس إلى تنمية مهارات الأطفال وتطوير شخصياتهم من خلال لعبة الشطرنج؛ فهي تشترط توافر صفات معينة في مُدربيها، وهي إتقان مهارات التعامل مع الأطفال من خلال التربية الإيجابية وتعديل السلوك، وإتقان مهارات لعبة الشطرنج وقوانينها، كما يتمّ تعليم الأطفال وتدريبهم من خلال منهج مُحدد يتلقاه الطفل بمروره على 4 مستويات، ولمدة ساعة أو ساعتين في الأسبوع، على أن يُمارس الطفل لعبة الشطرنج مع مُدربيه أون لاين باقي أيام الأسبوع إن أراد.
«إحنا أول أكاديمية تخصصت في تعليم الشطرنج للأطفال، وكذلك أول أكاديمية تحولت لأون لاين في بداية ظهور فيروس كورونا علشان حبينا نستغل وجود الأطفال الدائم قدام الأجهزة، ودلوقتي بجانب الشغل الأون لاين بننزل مراكز كتير علشان نعلم المنهج بتاعنا، وعدد الأطفال مبيزدش على 8، وفي حالة التواجد في المراكز بيكون العدد من 4 لـ8 أطفال وكلهم من سن 6 لـ14 سنة»، هكذا قالت «أسماء»، التي عبّرت عن أمنيتها في وصول هذا المنهج إلى المدارس وتقديمه كمنهج دراسي أساسي للطلاب، لما يمثله من فائدة كبيرة للطفل والمجتمع.