امتحان اللغة العربية للثانوية العامة
يوم مهم انتظره الطلاب منذ شهور، موعد أول امتحان مضاف للمجموع في الثانوية العامة 2023، وهو امتحان مادة اللغة العربية، الجميع استعد للحدث الأهم في العام الدراسي، اللجان تم تجهيزها، والمدارس أصبحت مؤهلة لاستقبال ثالث الاختبارات بعد التربية الدينية وية، والتي تستمر على مدار شهر، ولم يتبقَ سوى ما سيفعله الطلاب بورقة امتحان العربي.. لذا عايشت «» أحداث اليوم الثالث وبدء ماراثون امتحانات الثانوية العامة المضافة للمجموع، قبل دخول الطلاب للجان وحتى خروجهم من المدارس.
الأجواء أمام مدرسة النقراشي الثانوية بنين كانت هائلة، القلق سيطر على الوجوه، الطلاب يقفون أمام باب المدرسة، يترقبون الدخول، يختلسون النظر إلى الداخل من أعلى الباب الحديدي أو من فتحة في منتصفه، ارتدوا ملابس خفيفة لتفادي الحر، في أيديهم أدواتهم وفي عقولهم مذاكرتهم، منهم من حضر مع الأهل فودعوهم والدعوات تلحق خطواتهم، وآخرون فضَّلوا اصطحاب «الملازم والمفكرات»، لتذكرهم بالمعلومات في الوقت الأخير، قبل ذلك الاختبار المهم والذي يقصون به شريط مستقبلهم نحو مجموع يأملونه كبيرا.
أجواء امتحان اللغة العربية
عقارب الساعة أشارت إلى التاسعة صباحا، جميع الطلاب جلسوا في لجانهم التي عرفوها، بعد أن تم تفتيشهم بشكل دقيق باستخدام العصا الإلكترونية، للتأكد من أنهم لا يحملون هواتف أو سماعات بلوتوث، ثم بدأ الامتحان، الهدوء خيَّم على المدرسة من الداخل، وسارت خلية العمل من طلاب ومراقبين ومشرفين في نظام محكم، أما في الخارج فلم يختلف الوضع كثيرا، إلا من رجال الأمن الذي حضروا منذ الصباح من أجل تأمين سير عملية الامتحانات، وإضفاء الجانب الأمني للطلاب.
عيون ترتقب وأفواه تتمتم بالدعاء وقلوب تناجي ربها، هكذا كان حال الأهالي من الأمهات والآباء أمام اللجان، جلسوا أمام المدرسة، من أجل انتظار فلذات أكبادهم، آملين أن يوفقوا في الامتحان، ساد الصمت في الخارج، وحاولوا على مدار 3 ساعات أن يستظلوا من حرارة الشمس العالية، وقضوا الوقت في قراءة القرآن والاستعانة بآيات الله ليوفق أولادهم في الامتحان، وفي اليد الأخرى أكياس بها مياه مثلجة وعصائر وحلوى من أجل أن «يبلوا ريقهم» على حد وصفهم.
تجلس «أم فارس»، في انتظار نجلها، وفي يدها مسبحة من أجل ذكر الله في هذا الوقت، تلك العادة التي تواظب عليها منذ مشواره التعليمي، ولم تقطعها حتى بعدما أصبح شابا كبيرا في المرحلة الثانوية، «عمري ما فوتت امتحان لفارس، من حضانة باخده من إيده أوديه، قلبي مش بيطاوعني أسيبه بيمتحن وأنا في البيت، بحس وجودي جنبه بيطمني ويطمنه».
الأهالي ينتظرون خروج أولادهم من الامتحان
على الرصيف المقابل، تمكث والدة «علي» بجوار نجلها الصغير، تنتظر نجلها وأملها، ترتل آيات الله من مصحف صغيرها اصطحبته معها، تقرأ في خشوع وتوهب ثواب هذه القراءة لأن يوفق الله نجلها، تتلو سورة يس من أجل تحقيق ما تريد، «إحنا تعبنا طول السنة وهو ذاكر كتير، نفسي ربنا يكرمني فيه، وأشوفه حاجة كبيرة، وخايفة الامتحان يكون صعب عليه».
مر الوقت بطيئا على أولياء الأمور أمام مدرسة جمال عبد الناصر الثانوية بحدائق القبة، يأملون خروج أبنائهم والاطمئنان عليهم، وعقب ساعات من الهدوء، دقَّت الساعة الثانية عشرة ظهرا، ليبدأ الطلاب الخروج من أبواب المدرسة، وهمَّت الأمهات سريعا يتفقدن ما أبلاه الطلاب في الامتحان، لكن سرعان ما اطمأن قلبهن، بعدما شاهدن الابتسامات على وجه زملائهم، فشعرن أن الامتحان كان هينا، وأنهم أبلوا بلاء حسنا به.
توقعات الأمهات لم تخالف الحقيقة، بالفعل نجح الطلاب في اجتياز الاختبار بنسبة نجاح كبيرة، الأغلبية خرجوا من اللجان سعداء بمستوى الأسئلة التي لم يجدوا صعوبة في الإجابة عليها، وهو ما أكده العديد من الطلاب من بينهم بلال أحمد الذي قال: «الحمد لله الامتحان جالنا سهل، كل اللي ذاكرناه لقيناه، مكانش في صعوبة وبصراحة الأسئلة واضحة ومباشرة».
آراء الطلاب في امتحان اللغة العربية
محمد السيد اتفق مع «بلال» في سهولة امتحان اللغة العربية، إذ قالت إنه كان أفضل بداية لمواد الثانوية المضافة للمجموع، ليطمئن به قلوبهم لما هو مقبل من امتحانات، «يا رب الامتحان الجاية تكون بسيطة زيه، بصراحة كتر خير اللي حط الامتحان كويس وسهل وجه من اللي إحنا عارفينه، يمكن فيه أسئلة محتاجة تفكير شوية بس في المجمل كويس».
احتضن محمود رضا والدته بجوار سور المدرسة بعد خروجه، تقديرا لانتظارها له وهي تمسك بزجاجة مياه من أجله، وطمأنها على ما فعله بعدما شرب وروت مياه الأم ظمأه، «أول امتحان عدى على خير الحمد لله، الأسئلة كانت بسيطة ما عدا النحو، جه بطريقة مش متعودين عليها، لكن النظام جوه اللجنة كويس وسهل علينا كل حاجة».
شكر كبير وامتنان يقابله شكوى بسيطة وتعجب، جاءت من طلاب الثانوية بعد خروجهم من الامتحان، وأثنوا على وجود درجات الامتحان وتوزيعها بجوار كل سؤال ما جعلهم يشعرون أنهم يعرفون درجاتهم بالامتحان ويطمأنون عليها، وأما عن الشكوى والتعجب، فجاءت من بعض الأسئلة الغريبة مثل «تلت التسعة كام؟».