عم عيد.. سائق تاكسي
بعد يوم طويل وشاق من العمل اليومي استقلت مروة الصاوي، مديرة علاقات عامة وتسويق، تاكسي أبيض للعودة إلى بيتها من جديد قادمة من حي المعادي، ومعها حقيبتها التي تحتفظ بداخلها دائما على «اللاب توب» الخاص بها، وعقلها مليء بالأفكار والخطط التي ستنفذها في عملها في اليوم التالي، وفي نفس الوقت مشغول ببعض الأمور الخاص بحياتها الشخصية، حتى فاجأها سائق التاكس «عم عيد» بوصولها إلى وجهتها، فهمت مسرعة إلى بيتها وذهب التاكسي وصاحبه في طريقه.
ثم مرت الدقائق والساعات، وذهبت في اليوم التالي إلى عملها من جديد وخلال اجتماع عمل فوجئت «مروة» باتصالات كثيرة من رقم هاتف غريب عن قائمة أرقام معارفها وأصدقائها وعملائها، لتجيب وتكتشف أنها فقدت حقيبتها التي يتواجد بها «اللاب توب» الخاص به الذي يمثل قيمة مادية وعملية كبيرة له، مع سائق التاكسي الذي استقلته معه أمس، ويفاجئها بأمانته ويخبره أنها مستعد لإعادة حقيبتها بكل محتواياتها إليه دون أي مقابل.
تفاصيل الواقعة
وحكت مديرة العلاقات العامة والتسويق تفاصيل الواقعة، قائلة: «أنا نسيت اللاب توب بكل حاجات الشغل في تاكسي أبيض، كنت مرهقة وتعبانة لدرجة إني مركزتش إني نسيته».
وأضافت «مروة» عبر حسابها الشخصي على موقع «فيس بوك»: «وفجاة تليفون من رقم غريب والراجل الطيب ده بيكلمني يقولي حضرتك ركبتي معايا ونسيتي شنطتك، أنا اتأخرت لحد ما أروح عشان انتي كاتبة كلام بالإنجليزي واستنيت ابني يقراه».
وتابعت: «وروحت لعم عيد في بيته البسيط بس كبير أوي بالنسبة للناس الطيبة الجدعة الحلوة اللي عايشة فيه، وابنه زي الفل طلع لي وعرفت إنه في كلية أسنان رايح سنة خامسة، ولقيت حاجاتي زي ما هي وضياع لاب توبي ده بالنسبة ليا كارثة قومية».
وواصلت: «إحنا بس كل اللي بيطلع لنا أخبار ونماذج سيئة اختصرت مجتمع بحاله، عم عيد لو مكلمنيش مكنتش عرفت أوصله مهما حاولت، عم عيد سواق تاكسي أمين وجدع.. دي النماذج اللي تستحق الدعم وإنه يكتب عنها بوستات وتلف العالم بجد».
مديرة العلاقات العامة والتسويق: «لقيت السواق منتظرني في أول الشارع»
وتواصلت «»، مع مروة الصاوي، مديرة العلاقات العامة والتسويق، والتي بدورها كشفت أنها لم تكن انتبهت بالأساس أنها فقدت حقيبتها وجهاز اللاب توب الخاص بها، موضحة أن السائق حين تواصل معها أخبرته أنها ستذهب إلى بيته في «أبو النمرس» حتى تحصل على اللاب الخاص بها.
وأشارت «مروة»، إلى أنها حين ذهبت إلى المنطقة التي يسكن بها سائق التاكسي تفاجأت به ينتظرها بأول الشارع، مضيفة: «رحت بيته لقيته راجل بجد محترم وغلبان أوي كده، وابنه كمان زي الفل، وكان منتظرني في أول الشارع رغم إني رحت متأخرة عن ميعادي، وكان مستعد يجيلي هو كمان».
وعرضت مديرة العلاقات العامة، مكافأة على سائق التاكسي تقدير لأمانته، متابعة: «صراحة مكنشي راضي يأخد أي مكافأة بس أنا أصريت وفهمته إن ده مش مقابل لأمانته ده رزقه الحقيقي».
عم عيد: «عندي ابن في هندسة وابن في طب أسنان ومش عايز غير أشوفهم مبسوطين»
وتواصلت «»، مع عم عيد سائق تاكسي، والذي كشف أنه لا يملك هذا التاكسي بالأساس ولكن يعمل عليه «وردية»، حتى يستطيع الإنفاق على ولديه وتعليمهم.
وقال السائق الذي يدعى عيد محمود حسن، إنه حين وجد هذه الحقيبة بالكرسي بالمقعد الخلفي للتاكسي الذي يعمل عليه، لكنه لم يكن يعرف تخص أي مواطن استقل معه التاكسي في هذا اليوم، موضحا أن الواقعة حدثت قبل حوالي 20 يوما وأكثر.
وأوضح السائق أنه لجأ إلى أن يفتح الحقيبة ويعرف ما بداخلها حتى يتوصل إلى أي معلومة تكشف عن هوية صاحبها، وحينها وجد بها جاهز اللاب توب، منبها في الوقت ذاته أنه لم يستطع التعامل معه فانتظر حتى يعود إلى بيته ويلجأ إلى أحد نجليه حتى يتوصلا سويا إلى معلومة تخص صاحب تلك الحقيبة وهذا اللاب توب.
وأشار إلى أن لديه نجلين «أحمد» يدرس بكلية طب الأسنان، و«محمود» يدرس بكلية الهندسة، موضحا أنه لجأ لنجله «أحمد»، الذي نجح في فتح اللاب توب، «ولقى نوت مكتوبة عليها بالإنجليزي بيانات صاحبة اللاب والشنطة، فاتصلنا برقمها ورجعنالها حاجتها».
ولا يحلم أو يأمل «العم عيد» بأي شيء سوى أن يرى نجليه طالب طب الأسنان وطالب الهندسة سوى في أفضل حال، «نفسي أشوفهم مبسوطين ومرتاحين في حياتهم».