| أمانة عامل «دليفري»: أعاد «18 ألف جنيه» لصاحبها ورفض المكافأة

التمتع بالأمانة والقناعة، صفتان لا ترتبطان بالغنى المادي أو يسر الحال، وإنما بغنى النفوس وتعففها عن الحرام، وهو ما برهن عليه محمد الجندي،  ابن محافظة الجيزة، صاحب الـ32 عامًا، الذي بمجرد عثوره على مبلغ مالي قيمته نحو 18 ألف جنيه، لم يفكر مرتين وراح يُعيده لصاحبه «عبدالله»، الذي شكره كثيرًا بدوره وحاول تقديم بعض المال كمكافأة له، ولكن دون جدوى.

  عبدالله سيد، 26 سنة، من أبناء منطقة إمبابة بمحافظة الجيزة، حاصل على ليسانس حقوق جامعة القاهرة، ويعمل دليفري في أحد مطاعم منطقة المهندسين، روى خلال حديثه لـ«»، أنه كان بحوزته مبلغ مالي  قدره 17800 جنيه، اصطحبه معه أثناء ذهابه صباحًا إلى عمله، لإيداعه في أحد البنوك: «كنت لسة قابض الجمعية، وقلت أحطهم في البنك»، مُضيفًا أنه كان يضعهم في شنطة بلاستيكية بيضاء، ويخبأها جيدًا أسفل ملابسه، إلا أنه أثناء عمله وقبل ذهابه إلى البنك، سقطت منه دون أن يشعر.

حزن شديد يسيطر على «عبدالله» بعد فقد أمواله

توتر شديد وحزن بالغ، سيطر على الشاب العشريني، بعدما فقد ماله الذي ظلَّ يكوِّنه طوال عدة أشهر من خلال عمله، لساعات طويلة كل يوم في توصيل الطلبات، وراح يبحث عنه في كل مكان، ساردا: «فضلت أدوَّر بالموتوسيكل بتاعي في الشارع بس ملقيتهومش»، بحسب «عبدالله»، الذي أضاف أنه رغم حزنه الشديد، إلا أنه استعوض فيه ربه وحمده، ومن ثم عاد إلى منزله وقرر الخلود إلى النوم هربًا من ضجيج أفكاره، لكن لم تمر ساعة واحدة حتى تفاجأ بمديره في المطعم يتصل به، ويطمأنه على أمواله ويطلب منه الحضور سريعًا.

«لبست ونزلت جري».. هكذا قال «عبدالله» بصوت فَرِح ومتحمس وكأنه يستعيد مشاعره الأولى حينها، مُستكملًا أنه تقابل مع محمد الجندي، الذي عثر على «الفلوس» ملقاة على الأرض، ومن باب الأمانة استفسر منه عن بعض التفاصيل، وبعد أن اطمئن أنه صاحب الفلوس قدمها له بنفس راضية وابتسامة طيبة: «قدمتله الفلوس كلها علشان ياخد منها حاجة كمكافأة لكنه رفض خالص».

العثور على المبلغ أمام مطعم بمنطقة المهندسين

محمد عبدالرزاق، الشهير بـ محمد الجندي، من أبناء حي بولاق الدكرور بمحافظة الجيزة، ويعمل دليفري أيضًا تابع لإحدى شركات التوصيل، حكى لـ«»، أنه أثناء تواجده بالصدفة أمام مطعم بمنطقة المهندسين، لاحظ وجود شنطة بلاستيكية بيضاء، وعندما تفحصها من باب الفضول وجد أنها تحوي مبلغًا من المال: «مرضيتش أعرَّف حد خالص ورحت وصلت الأوردرات اللي معايا ورجعت».

بعد عودة «الجندي» إلى منطقة المهندسين، أسرع إلى إحدى المكتبات وطبع ورقتين، وعليهما عبارة تعبر عن عثوره على مبلغ مالي كبير وبجوارها رقمه للتواصل: «مدير المطعم لما عرف جه أتكلم معايا وقالي إن في واحد اسمه عبدالله شغال معاهم ووقعت منه فلوس جمعيته، فطلبت منه يكلمه ويخليه يجي»، مُضيفًا أنه بكل ذلك كان يحاول التأكد من ملكية هذا الشخص للفلوس من عدمه، وأنه بعد حضور «عبدالله» وإثباته أنه صاحب المبلغ، قدمه له فورًا بنفس راضية وقلب مطمئن.

«محمد» يرفض الحصول على مكافأة

«لقيته بيرجع لي الفلوس كلها تاني وبيقول لي أنت مرضيتش تاخدها بالحرام، أديني أنا بقولك خد اللي أنت عايزه منها بالحلال وأنا راضي ومسامح».. هكذا قال محمد الجندي، وأنه رفض أن يأخذ منها أي شيء وهو ما خلق بينهما علاقة حب وصداقة.